97 زيتون

Page 1

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫|‬

‫|‬ ‫‪www.facebook.com/ZaitonMagazine zaiton.mag@gmail.com www.zaitonmag.com‬‬

‫‪ 7‬المصالح المشتركة بين تنظيم الدولة والنظام السوري‬ ‫‪ 8‬أيهم أكثر اساءة؟‬ ‫‪ 10‬التغريبة السهلة‪ ..‬واستحالة التشريق‬ ‫‪ 9‬بخصوص الصور الكاذبة‬

‫‪1‬‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها |السنة الثالثة |العدد ‪ |17 |97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫بياض مخيمات اللجوء‪...‬‬ ‫سواد في جبين البشرية‬


‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫مفو�ضية �ش�ؤون الالجئني تخرق مواثيق ال�سرية وت�سلم احلكومة‬ ‫اللبنانية كافة بيانات الالجئني‬ ‫السوريين التي لديها للحكومة اللبنانية ‪.‬‬ ‫هذا االجراء يش��كل خرق لمواثيق السرية‬ ‫التي تعهدت بها األمم المتحدة عند تس��جيل‬ ‫الالجئي��ن لديه��ا‪ ،‬و كم��ا يعل��م الجمي��ع أن‬ ‫الحكومة في لبنان يس��يطر عليها حزب اهلل‬ ‫اإلرهابي و األمر الذي يجعل هذه المعلومات‬ ‫كاملة بيد نظام األسد‪.‬‬ ‫وقعت مفوضية شؤون الالجئين في لبنان‬ ‫إتفاق مع الحكومة اللبنانية يقضي بتسليم‬ ‫األول��ى كافة البيان��ات و المتعلقة بالالجئين‬

‫وقال��ت ممثل��ة مفوضي��ة األم��م المتحدة‬ ‫لش��ؤون الالجئين ف��ي لبن��ان‪ ،‬نينيت كيلي‪،‬‬ ‫إن المفوضية ستس��لم كل البيانات الخاصة‬ ‫بالالجئي��ن الس��وريين الت��ي بحوزته��ا الى‬

‫ن�صف الجئي �سوريا يف عينتاب �أطفال‬ ‫أفاد تقرير صادر عن مجلس مدينة غازي‬ ‫عنت��اب‪ ،‬جنوب تركي��ا‪ ،‬بأن نص��ف الالجئين‬ ‫الس��وريين الموجودين ف��ي المدينة‪ ،‬والبالغ‬ ‫عدده��م ‪ 315‬ألفا‪ ،‬هم م��ن األطفال الذين‬ ‫تقل أعمارهم عن ‪ 18‬عاما‪.‬‬ ‫وأوض��ح التقرير أن نس��بة األطف��ال بين‬ ‫الالجئين ف��ي مخيمات المدين��ة بلغت ‪،53%‬‬ ‫وفي خارج المخيمات ‪.49%‬‬ ‫وأشار التقرير إلى أن ‪ 14.8%‬من الالجئين‬ ‫الذكور يعمل��ون‪ ،‬و‪ 7.3%‬من الالجئات اإلناث‬ ‫أيضًا يعملن‪ ،‬وأن معدل دخل الفرد الشهري‬ ‫‪ 232‬دوالرا للذكور‪ ،‬و‪ 218‬دوالرا لإلناث‪.‬‬ ‫وتن��اول التقرير جميع الجوان��ب المتعلقة‬ ‫بالالجئي��ن‪ ،‬االجتماعي��ة منه��ا‪ ،‬والثقافي��ة‪،‬‬ ‫واالقتصادي��ة‪ ،‬وخ��رج بع��دة اقتراح��ات في‬

‫هذا الصدد‪ ،‬منها اعتم��اد البطاقة التعريفية‬ ‫غي��ر القابلة للتغيير‪ ،‬وتصوير‪ ،‬وأخذ بصمات‬ ‫الالجئي��ن القادمين ف��ي النق��اط الحدودية‪،‬‬ ‫وإدخالها في بنك المعلومات الدولي‪ ،‬وإخضاع‬

‫ولفت��ت كيل��ي‪ ،‬ف��ي مقابل��ة خاص��ة م��ع‬ ‫“األناض��ول”‪ ،‬إل��ى أن المفوضي��ة “تتفه��م”‬ ‫اإلج��راءات األخيرة الت��ي تتخذه��ا الحكومة‬ ‫اللبنانية للحد من تدفق الالجئين السوريين‬ ‫الى البالد‪ ،‬لكنها تعمل على استثناء الحاالت‬ ‫االنس��انية الخاصة‪ ،‬مشيرة الى انه تم رصد‬ ‫‪ 56‬ملي��ون دوالر منذ تش��رين األول‪/‬اكتوبر‬ ‫الماضي وحتى آذار‪/‬مارس المقبل لمساعدة‬ ‫الالجئين على مواجهة فصل الشتاء‪.‬‬

‫“الأ�سد �ضد قتل الأبرياء‬ ‫يف كل م��كان يف العامل‪� ،‬إال‬ ‫�إن كانوا �سوريني”‬

‫الالجئين لفحص طبي ش��امل‪ ،‬والعمل على‬ ‫تأمين تكام��ل الالجئين مع المجتمع التركي‪،‬‬ ‫وإعطاء أولوية لتعليمهم اللغة التركية‪.‬‬ ‫كما اقترح التقرير توفير التعليم ألكثر من‬ ‫‪ 60‬ألف طفل س��وري‪ ،‬وتأمين عمل لالجئين‬ ‫بشكل ال يش��جع على قدوم مزيد منهم‪ ،‬وال‬ ‫يضر بالسلم الداخلي في المدينة‪.‬‬ ‫وختم مجل��س مدينة غازي عنتاب تقريره‬ ‫بالدع��وة إلى اتخاذ إج��راءات قانونية تتوافق‬ ‫مع القان��ون الدول��ي للتعامل مع المش��اكل‬ ‫االجتماعي��ة‪ ،‬واالقتصادي��ة‪ ،‬والتجاري��ة‪،‬‬ ‫والمالي��ة الناجمة ع��ن وجود ع��دد كبير من‬ ‫الالجئين‪.‬‬ ‫من جانب آخر أطلقت هيئة اإلغاثة التركية‬ ‫(‪ ،)IHH‬حملة لمساعدة األرامل واليتامى في‬ ‫في مدين��ة كيليس المجاورة لغ��ازي عنتاب‪،‬‬ ‫والتي تضم ‪ 100‬ألف الجئ سوري‪.‬‬ ‫وقامت الهيئة باس��تئجار بي��وت في مركز‬ ‫المدين��ة‪ ،‬ووضعت فيه��ا ‪ 150‬م��ن األرامل‪،‬‬ ‫واليتامى‪ ،‬وتكفلت بتأمين جميع احتياجاتهم‬ ‫ضمن مش��روع أطلقت عليه «مش��روع بيوت‬ ‫اليتامى‬

‫‪2‬‬

‫الحكوم��ة اللبناني��ة‪ ،‬وفق اتفاق وق��ع أخيرا‬ ‫بين الطرفين‪.‬‬

‫قال الرئيس الس��وري ف��ي مقابلة مع أحد‬ ‫الصح��ف التش��يكية ب��أن “س��وريا تقف ضد‬ ‫قت��ل األبرياء أي م��كان في العال��م”‪ ،‬ويأتي‬ ‫ذلك التصريح تعليق ًا على األحداث اإلرهابية‬ ‫التي حصلت في العاصمة الفرنسية باريس‬ ‫في األيام القليلة الماضية بحس��ب ما ذكرت‬ ‫وكالة األنباء الرسمية “سانا”‪.‬‬ ‫وتعليق��ا على ذلك‪ ،‬قالت س��فيرة الواليات‬ ‫المتح��دة لألم��م المتح��دة (س��امانثا ب��اور)‬ ‫س��اخرة من كالم األس��د “إن األسد ضد قتل‬ ‫األبرياء في كل مكان في العالم‪ ،‬إال إن كانوا‬ ‫سوريين”‪.‬‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫تفا�صيل افراج "الن�صرة" عن الرهينتني الإيطاليتني‬ ‫أعلن��ت الحكوم��ة اإليطالي��ة ع��ن ع��ودة‬ ‫فتاتين إيطاليتين تعمالن في مجال اإلغاثة‪،‬‬ ‫إل��ى روم��ا‪ ،‬الي��وم الجمعة‪ ،‬بعد أش��هر على‬ ‫اختطافهما في سورية‪.‬‬

‫يوليو ‪ ،2014‬قرب حلب ش��مالي س��وريا بعد‬ ‫ثالثة أيام من وصولهما من تركيا للمشاركة‬ ‫في مش��روع إنساني‪ ،‬وفق ما أوضحت وكالة‬ ‫األنباء الفرنسية‪،‬‬

‫وكان وزي��ر الخارجي��ة اإليطال��ي باول��و‬ ‫جنتيلوني على رأس وفد رس��مي الستقبال‬ ‫الفتاتي��ن لدى وصولهما ف��ي وقت ّ‬ ‫مبكر من‬ ‫صب��اح الي��وم الجمعة‪ ،‬إلى مطار تش��امبينو‬ ‫العس��كري القري��ب م��ن العاصم��ة روم��ا‬ ‫قادمتي��ن من تركي��ا‪ ،‬بع��د أن أفرجت عنهما‬ ‫«جبه��ة النص��رة»‪ ،‬وأش��ارت وس��ائل إعالم‬ ‫إيطالي��ة إلى أن��ه تمّ اصطح��اب الرهينتين‬ ‫(غريت��ا راميلي ‪ 21‬عاما) و(فانيس��ا مارزولو‬ ‫‪ 20‬عام�� ًا أم��س الخميس إلى قاع��ة القدوم‬ ‫دون إدالء أي تصريح��ات للصحافة‪ ،‬ثم نقلتا‬ ‫إلى إحدى المستش��فيات إلج��راء الفحوصات‬ ‫الطبية‪ ،‬حيث من المتوقع أن تدليا بإفادتهما‪،‬‬ ‫في وقت الحق أمام محكمة مكافحة اإلرهاب‬ ‫في روما التي فتحت تحقيقا حول خطفهما‪.‬‬

‫وقد ظه��رت الفتاتان في تس��جيل مصور‬ ‫مؤخ��راً وهما تناش��دان الحكوم��ة اإليطالية‬ ‫العم��ل عل��ى إطالق س��راحهما‪ ،‬فيم��ا كانت‬ ‫راميل��ي تحمل ورق��ة كتب عليه��ا تاريخ ‪17‬‬ ‫ديس��مبر‪/‬كانون األول ‪ ،2014‬حي��ث أعلن��ت‬ ‫«جبهة النصرة» أن عملي��ة االختطاف جاءت‬ ‫رداً على مشاركة إيطاليا في التحالف الدولي‬ ‫الذي اس��تهدف بغارات جوية عدداً من مواقع‬ ‫النصرة في سورية»‪.‬‬

‫وكانت غريتا وفانيس��ا ق��د اختفتا في ‪31‬‬

‫من جهةٍ أخرى أف��ادت بعض المصادر أن‬ ‫«جبه��ة النص��رة» أطلقت س��راح الرهينتين‬ ‫االيطاليتين المحتجرات لديها ش��مال سوريا‪،‬‬ ‫وذل��ك مقابل فدية مالية بقيمة « ‪ 12‬مليون‬ ‫دوالر امريك��ي»‪ ،‬ف��ي حي��ن ل��م يص��در أي‬ ‫توضيح رس��مي من «النص��رة» أو الحكومة‬ ‫اإليطالي��ة عن كيفي��ة تحري��ر الرهينتين أو‬

‫الثمن الذي تم دفعه‪.‬‬ ‫الجدير بالذك��ر ان الرهينتين االيطاليتين‬ ‫( جريت��ا راميلل��ي ‪ -‬فانيس��ا مارزول��و ) هما‬ ‫ناش��طتين في مج��ال االغاثة دخلوا س��وريا‬ ‫بهدف مس��اعدة المدنيين ف��ي ظل االوضاع‬ ‫التي تعيشها البالد‪ ،‬كما أن هذه ليست المرة‬ ‫األولى التي يتعرض فيها موطنون إيطاليون‬ ‫للخطف في سوريا‪ ،‬إذ اختطف موفد صحيفة‬ ‫«ال س��تامبا» دومينك��و كويريك��و في أبريل‬ ‫‪ ،2013‬وأطلق سراحه في سبتمبر من العام‬ ‫نفسه‪.‬‬

‫قوات �أمريكية لتدريب املعار�ضة ال�سورية تتوجه للمنطقة قريبا‬ ‫واش��نطن (رويت��رز) ‪ -‬قال��ت وزارة الدفاع‬ ‫األمريكي��ة (البنتاجون) ي��وم الجمعة إن عدة‬ ‫مئات من الق��وات األمريكية التي ستس��اعد‬ ‫في تدري��ب المعارض��ة الس��ورية المعتدلة‬ ‫على قتال تنظيم الدولة اإلس�لامية س��تبدأ‬ ‫في التوجه إلى المنطق��ة في غضون أربعة‬ ‫إلى ستة أسابيع‪.‬‬

‫ولم يح��دد ال��دول التي س��تقدم مدربين‬ ‫عس��كريين لكن تركي��ا والس��عودية وقطر‬ ‫عرضت استضافة مواقع التدريب‪.‬‬ ‫كان مس��ؤولون أمريكيون قد ذكروا أنهم‬ ‫يعتزم��ون تدري��ب نحو خمس��ة آالف مقاتل‬ ‫سوري في العام على مدار ثالثة أعوام‪.‬‬

‫وقال كيربي إن من المتوقع أن يس��تغرق‬ ‫التدري��ب عدة ش��هور وإنه اذا بدأ م��ع بداية‬ ‫فصل الربيع فإن بع��ض جماعات المعارضة‬ ‫يمكن «أن تعود الى سوريا وتنضم للقتال‪...‬‬ ‫قبل نهاية العام‪».‬‬

‫كان الجيش األمريكي قد أعلن انه يعتزم‬ ‫إرس��ال أكثر من ‪ 400‬جندي بينهم أفراد من‬ ‫القوات الخاصة لتدريب المسلحين السوريين‬ ‫المعتدلين خ��ارج البالد‪ .‬وس��يرافقهم بضع‬ ‫مئات من قوات الدعم األمريكية‪.‬‬ ‫وقال األميرال جون كيربي المتحدث باسم‬ ‫البنتاج��ون للصحفيين إن بع��ض المدربين‬ ‫وقوات الدعم قد تصدر لهم األوامر بالتحرك‬ ‫«في غضون األس��بوع الق��ادم أو نحو ذلك»‬ ‫وسيبدأون في التوجه إلى البلدان التي تجري‬ ‫بها مهام التدريب «خالل ما بين أربعة وستة‬ ‫أسابيع قادمة‪».‬‬ ‫وق��ال كيرب��ي إن من المتوقع أن تش��ارك‬ ‫قوات عسكرية أجنبية قوامها بالمئات ينتمي‬ ‫بعضها للدول التي تستضيف التدريب‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫ا�ستع��دادات تركي��ة على احل��دود ال�سوري��ة لتو�سع��ة املنطقة‬ ‫الع�سكرية‬ ‫ال يحدث ارتفاع في عدد هؤالء الالجئين‪.‬‬ ‫وأك��د أوغل��و خ�لال مقابل��ة صحفية في‬ ‫إس��طنبول أن هناك س��يطرة تركية صارمة‬ ‫عل��ى بع��ض األماك��ن‪ ،‬لكنه ش��دد على أن‬ ‫مصدر مشكلة الالجئين السوريين في تركيا‬ ‫هي ما وصفها بوحش��ية نظام بشار األسد‪،‬‬ ‫مش��يرا إلى أن��ه من دون التخل��ص من هذا‬ ‫المصدر لن يكون هناك حل للمشكلة‪.‬‬ ‫قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو‬ ‫إن تركيا قد توس��ع المناطق العسكرية على‬ ‫الحدود الس��ورية لوقف المقاتلي��ن األجانب‬ ‫دون إغالق الح��دود بالكامل أم��ام الالجئين‬ ‫الس��وريين‪ ،‬وطالب بحل هذه المشكلة لكي‬

‫ودع��ا إلى ف��رض منطق��ة حظ��ر طيران‬ ‫لحماي��ة مدين��ة حل��ب م��ن القص��ف الجوي‬ ‫لقوات النظام الس��وري‪ ،‬ووصف الصراع في‬ ‫س��وريا بأنه يمث��ل خطرا أمنيا كبي��را‪ ،‬لكنه‬ ‫قال إن الحل ال يكمن في قتال تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية وحده‪.‬‬ ‫وربط أوغلو في حديثه بين إرساء السالم‬

‫في الشرق األوسط والقضاء على الجماعات‬ ‫“اإلرهابية”‪ ،‬قائال إن القضاء عليها س��يكون‬ ‫مستحيال دون قيام دولة فلسطينية‪.‬‬ ‫وكان أوغل��و انتقد في تصريحات س��ابقة‬ ‫رئيس الوزراء اإلس��رائيلي بنيامين نتنياهو‬ ‫متهما إياه بإرس��ال جيش��ه لقتل أطفال غزة‬ ‫ف��ي فن��اء الم��دارس‪ ،‬وقتل مواط��ن تركي‬ ‫ومواط��ن أميركي ف��ي المي��اه الدولية‪ ،‬كما‬ ‫تحدث عن “العدوان اإلسرائيلي” في القدس‬ ‫والمس��جد األقصى‪ ،‬قائال ال يمكن أن يجادل‬ ‫أحد في أن ذلك ليس بإرهاب‪.‬‬ ‫وانتهى أوغلو إلى أن “هذه االس��تفزازات”‬ ‫تخل��ق إحساس��ا باإلحب��اط ف��ي العال��م‬ ‫اإلس�لامي‪ ،‬وأنه��ا من األس��باب ف��ي ظهور‬ ‫االتجاهات “المتشددة”‪.‬‬

‫توجيه با�ستبدال العملة ال�سورية باللرية الرتكية‬ ‫وجه��ت جبهة علماء بالد الش��ام من خالل‬ ‫بي��ان صادر توصي��ة للمواطنين الس��وريين‬ ‫الستبدال العملة الس��ورية (الليرة السورية)‬ ‫بالعملة التركي��ة (الليرة التركية)‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫“دراسة استغرقت عامًا كام ً‬ ‫ال” وفق البيان‪.‬‬ ‫وأش��ارت الجبهة إلىأن أسباب التوجيه إلى‬ ‫اس��تبدال العملة كثي��رة منها فق��دان الليرة‬ ‫الس��ورية لصفت��ي “الثب��ات وال��رواج”‪ ،‬وأن‬ ‫المس��تفيد م��ن األزمة المالي��ة التي تعصف‬ ‫بالنظ��ام االقتصادي الس��وري ه��و “النظام‬ ‫المس��تبد ‪ ..‬ع��ن طري��ق العب��ث بالس��يولة‬ ‫النقدية التي في السوق تبعًا لمصلحته”‪.‬‬ ‫وبين��ت الجبه��ة أن اس��تبدال العمل��ة‬ ‫سيحش��ر “النظام ف��ي الزاوية” وس��يضيق‬ ‫علي��ه اقتصادياً‪ ،‬يجفف القط��ع األجنبي من‬ ‫أس��واقه‪ ،‬مم��ا “ي��ؤدي إلى تس��ارع س��قوط‬ ‫العملة السورية”‪.‬‬ ‫أم��ا ع��ن س��بب انتق��اء اللي��رة التركي��ة‬ ‫وف��ق الجبهة فه��و لكونه��ا تتس��م “بالثبات‬ ‫واالس��تقرار النس��بي وال��رواج النس��بي”‬ ‫ولكونه��ا أيض��ًا “عملة دولة إس�لامية‪ ،‬بينما‬ ‫ال��دوالر األمريك��ي والي��ورو األوروب��ي فيه‬ ‫دع��م االقتصاد األمريك��ي واألوروبي اللذان‬ ‫هما المحرك األس��اس للنظام الس��وري في‬ ‫طغيانه”‪.‬‬ ‫وفي اتصال أجراه موقع الحل السوري مع‬

‫‪4‬‬

‫خبير اقتصادي سوري مقيم في لبنان فضل‬ ‫عدم الكشف عن اسمه‪ ،‬قال إن هذا التوجيه‬ ‫ل��ن يلق��ى أي تطبي��ق عملي عل��ى األرض‪،‬‬ ‫“لصعوب��ة تطبيقه أص ً‬ ‫ال”‪ ،‬ولس��هولة تزوير‬ ‫العملة عند تغييرها مع عدم وجود مؤسسات‬ ‫مالي��ة ق��ادرة عل��ى ضب��ط حرك��ة العمل��ة‬ ‫وتداوله��ا‪ ،‬كم��ا أفاد ب��أن اس��تخدام عملتين‬ ‫على األرض الس��ورية لن يك��ون ممكن ًا في‬ ‫ظل اس��تمرار التبادل االقتصادي بين الناس‬

‫في المنطقتين (الخاضعة للنظام والخاضعة‬ ‫للمعارضة)‪.‬‬ ‫وق��ال الخبي��ر‪“ :‬ف��ي حال اتجه��ت فصائل‬ ‫معينة إل��ى تطبيق ذل��ك‪ ،‬لن يك��ون لتركيا‬ ‫مصلحة مثلم��ا يعتقد البعض‪ ،‬كما أن الدول‬ ‫الغربي��ة ل��ن تعت��رف بمناط��ق خارج��ة عن‬ ‫س��يطرة النظام وتقوم بت��داول عملة لدولة‬ ‫أخرى”‪.‬‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫�أحد �سجناء داع�ش‪� :‬صاروخ على مبنى ال�سراي قتل املئات من ال�سجناء‬ ‫كلنا شركاء‬ ‫أك��د أحد س��جناء تنظيم داع��ش المفرج‬ ‫عنهم مؤخراً‪ ،‬أن صاروخاً س��قط على مبنى‬ ‫“الس��راي” أو ما يس��مى بالقصر العدلي في‬ ‫مدين��ة الب��اب ش��رقي حلب‪ ،‬ق��د أودى بحياة‬ ‫أكث��ر من ثالثمائة س��جين كان��وا محتجزين‬ ‫في المبنى الذي اتخذه عناصر التنظيم مقراً‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫ويقول “أبو عامر” لــ كلنا شركاء‪“ :‬سجنت‬ ‫ل��دى التنظيم حوالي ش��هر ونص��ف‪ ،‬بتهمة‬ ‫الحص��ول عل��ى مبال��غ مالي��ة م��ن النظ��ام‬ ‫كتعويضات لنهاية الخدمة إذ كنت موظفًا في‬ ‫شركة كهرباء حلب‪ ،‬واعتبر عناصر التنظيم‬ ‫الذي��ن وجدوا معي أوراق��ًا تخص ذلك‪ ،‬أنني‬ ‫أتعامل مع الكف��ار وبالتالي فأنا كافر مثلهم‬ ‫وتجب محاكمتي‪ ..‬انتهت المحاكمة بتغريمي‬ ‫بالمبلغ ال��ذي حصلت عليه من النظام‪ ،‬حيث‬ ‫يعتبر ما ً‬ ‫ال حرامًا إن كان معي ويعتبر غنيمة‬ ‫للدول��ة اإلس�لامية عندم��ا يس��لبه التنظيم‬ ‫من��ي‪ ،‬وبع��د أن دفع��ت المبلغ وت��م اإلفراج‬ ‫عني وحصلت على ش��هادة اتب��اع الدورة تم‬ ‫اإلف��راج عني بع��د أن رأي��ت الم��وت بعيني‬ ‫مرات عديدة‪ ،‬إال أن اهلل ش��اء أن أس��تمر في‬

‫هذه الحياة المتعبة”‪.‬‬ ‫ويضيف‪“ :‬من أبش��ع ما رأيت خالل الفترة‬ ‫التي قضيتها في الدورة الشرعية بعد انتهاء‬ ‫م��دة اعتقال��ي ودفعي للمبال��غ المترتبة هو‬ ‫اس��تهداف مبنى القصر العدلي في المدينة‪،‬‬ ‫حيث دمر جزء كبير من المبنى تدميراً كامال‬ ‫ً وقت��ل داخل��ه المئ��ات من الس��جناء‪ ،‬مئتا‬ ‫سجين تم انتشال جثثهم من الطبقة العليا‪،‬‬ ‫أما حوالي مائة وعش��رين س��جيناً كانوا في‬ ‫“القب��و” فق��د أصبحت جثثهم تح��ت الحطام‬ ‫والركام‪ ،‬وقرر حينها قادة التنظيم تركهم إذ‬

‫وجدوا أن إخراج الجث��ث غير مجدٍ فقد ماتوا‬ ‫جميع ًا‪ ..‬فلماذا يتم إخراجهم ومن ثم دفنهم‬ ‫بينم��ا هم في الحقيق��ة مدفونون دون عناء‬ ‫أو تعب”‪.‬‬ ‫ي��روي الرجل قصت��ه ودمع��ة عالقة بين‬ ‫جفنيه‪ ،‬فحسب ما أخبرنا به‪ ..‬كثير من هؤالء‬ ‫الس��جناء كانت تهمهم بسيطة كالتدخين أو‬ ‫عدم إلباس زوجاتهن الحجاب المفروض من‬ ‫قبل عناصر داع��ش‪ ،‬إال أنهم دفعوا حياتهم‬ ‫ثمن ًا لم��ا ارتكبه التنظيم م��ن انتهاكات أراد‬ ‫المجتمع الدولي أن يحاربه بسببها‪.‬‬

‫مظاهرات غا�ضبة يف عدة مدن �سورية‬ ‫ردا على ر ًدا على �شاريل �إيبدو‬ ‫خرجت اليوم مظاهرات في عدد من المدن‬ ‫الس��ورية‪ ،‬مندد ًة بالرسوم المسيئة للرسول‬ ‫محم��د التي أصدرتها صحيفة ش��ارلي إيبدو‬ ‫الفرنس��ية وطريقة تعاطي المجتمع الدولي‬ ‫م��ع القضية‪ ،‬ومؤك��د ًة على “أخ�لاق الثورة”‬ ‫المستمدة من اإلسالم‪.‬‬ ‫وف��ي مدينة حل��ب خرجت مظاه��رات في‬ ‫أحياء بس��تان القصر والس��كري واألنصاري‬ ‫وصالح الدين‪ ،‬تزامنً��ا مع مظاهرات مماثلة‬ ‫ف��ي بلدتي دارة عزة وكفر حمرة في الريف‪،‬‬ ‫نادت بإس��قاط نظام األسد ونددت بالرسوم‬ ‫المس��يئة للنب��ي محم��د (صل��ى اهلل علي��ه‬ ‫وسلم) على اعتبارها إس��اء ًة للمسلمين في‬ ‫مختلف أنحاء العالم‪.‬‬ ‫أيضً��ا خ��رج عش��رات المتظاهري��ن في‬ ‫بلدتي الدار الكبيرة وتلبيس��ة المحاصرة في‬ ‫ري��ف حم��ص الش��مالي‪ ،‬وهتفوا بش��عارات‬ ‫ن��ددت بالرس��وم المس��يئة ورافع��ة أعالمًا‬

‫ورايات إس�لامية‪ ،‬قالوا أنها نصرة للرس��ول‬ ‫الكريم‪.‬‬ ‫كذل��ك نظم ناش��طون في مدين��ة معرة‬ ‫النعم��ان ف��ي ري��ف إدل��ب مظاه��رة ن��ادت‬ ‫بالحري��ة‪ ،‬ورفع فيها ش��عارات الثورة وأعالم‬ ‫االستقالل إضافة إلى رايات إسالمية تطالب‬ ‫بـ “تحكيم شرع اهلل”‪ ،‬بحسب تعبيرهم‪.‬‬

‫الت��ي عرف��ت برس��ومها الس��اخرة م��ن‬ ‫المعتق��دات الدينية تعرضت لهجوم من قبل‬ ‫مس��لحين قبل أي��ام‪ ،‬ما أدى إل��ى مقتل ‪12‬‬ ‫صحفيًا ورس��امًا؛ وفي الوقت الذي استنكر‬ ‫في��ه ع��ددٌ كبي��رٌ م��ن المس��لمين الحادثة‬ ‫أعادت الصحيفة نشر رسوم مسيئة لإلسالم‬ ‫ٍ‬ ‫األربعاء الماضي‪.‬‬

‫ون��ددت المظاه��رات بطريق��ة تعاط��ي‬ ‫اإلع�لام المحل��ي والعالمي م��ع الحادثة‪ ،‬إذ‬ ‫“يتجاه��ل آالم الش��عب الس��وري ويتماهى‬ ‫مع قضي��ة الجريدة التي أس��اءت للنبي في‬ ‫رس��وماتها”‪ ،‬وأحرقت ش��عارات “أنا شارلي”‬ ‫التي تتبنى قضية الصحيفة ونهجها الساخر‬ ‫من األديان‪.‬‬ ‫لك��ن المتظاهري��ن أك��دوا ف��ي الوق��ت‬ ‫ذات��ه أنهم “ضد العنف وقت��ل الصحفيين”‪،‬‬ ‫معتبرين أن ذلك ليس من “أخالق اإلسالم”‪.‬‬ ‫وكانت صحيفة ش��ارلي إيبدو الفرنس��ية‬

‫‪5‬‬


‫|‬

‫تقارير زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫م�ساعدات دولية �ضخمة والالجئون ال�سوريون ال يرون �إال القليل‬ ‫ال ي��كاد يمر ي��وم دون أن تتناق��ل وكاالت‬ ‫األنب��اء ووس��ائل اإلعالم أخباراً ع��ن األحوال‬ ‫السيئة التي يعيشها الالجئون السوريون في‬ ‫بلدان اللجوء ومخيماتها‪.‬‬ ‫وكانت العاصفة الثلجية زينة التي ضربت‬ ‫س��ورية والمناطق المجاورة فرصة لتسليط‬ ‫الضوء على الحال المزري لالجئين والنازحين‬ ‫الذي��ن فق��دوا كل ش��يء في بالده��م جراء‬ ‫الح��رب الدائرة فيه��ا منذ نحو أربع س��نوات‪،‬‬ ‫حي��ث اضطرته��م الظ��روف للس��كن ف��ي‬ ‫مخيمات تفتقر للخدمات اإلنسانية الطبيعية‬ ‫وتقتص��ر فق��ط عل��ى الضروري��ات الت��ي ال‬ ‫يجدها السوريون دائمًا‪.‬‬ ‫وعلت األص��وات الت��ي تنادي وتس��تصرخ‬ ‫الضمائر للتبرع لهؤالء الضعفاء‪ ،‬ودقت األمم‬ ‫المفوضية العليا لش��ؤون الالجئين قبل مدة‬ ‫ناقوس الخطر‪ ،‬وأعلنت أنها ستوقف خدماتها‬ ‫لالجئين الس��وريين بسبب عدم وجود الدعم‬ ‫الكافي‪.‬‬ ‫دعم مفقود‬ ‫وكانت المديرة المساعدة لبرنامج األغذية‬ ‫العالم��ي “اليزابيت راسموس��ن”‪ ،‬ق��د أعلنت‬ ‫ف��ي أكتوبر‪ /‬تش��رين أول الماضي‪ ،‬أن األمم‬ ‫المتح��دة بدأت تقليص مس��اعداتها الغذائية‬ ‫في س��ورية بنسبة أربعين في المئة‪ ،‬بسبب‬ ‫مشاكل مالية‪.‬‬ ‫وانخفض��ت المس��اعدة الغذائي��ة لالجئين‬ ‫الس��وريين ف��ي لبن��ان بنس��بة ت��راوح بين‬ ‫عش��رين وثالثي��ن في المئ��ة‪ .‬وف��ي تركيا‪،‬‬ ‫لم يع��د يوزع البرنامج مس��اعدة غذائية في‬ ‫مخيمات الالجئين السوريين‪.‬‬ ‫وكانت المسؤولة في برنامج األغذية قالت‬ ‫إن “الموازن��ة المتوقع��ة كان��ت ‪ 4,2‬باليي��ن‬ ‫دوالر للع��ام ‪ ،2014‬لك��ن الحاجات اآلن باتت‬ ‫‪ 8,5‬باليي��ن”‪ ،‬موضح��ة أن الحاج��ات المالية‬ ‫لسورية وحدها تناهز بليوني دوالر‪.‬‬ ‫وبعد مناشدات دولية عديدة أكدت مصادر‬ ‫ف��ي المفوضية الس��امية لش��ؤون الالجئين‬ ‫مؤخراً أنه س��يتم استئناف توزيع المساعدات‬ ‫من برنامج الغذاء العالمي بناء على إجراءات‬ ‫جدي��دة وخاصة تغطية الش��هرين الماضيين‬ ‫وبالتحدي��د جمي��ع الالجئي��ن الس��وريين‬ ‫المقيمين في المخيمات في األردن‪.‬‬ ‫وبين��ت أن جمي��ع الالجئي��ن المقيمين في‬ ‫مخي��م الزعتري ومخيم األزرق س��يحصلون‬ ‫عل��ى قس��ائمهم الغذائية بالقيم��ة المعتادة‬

‫‪6‬‬

‫وهي ‪ 20‬ديناراً للش��خص الواح��د باإلضافة‬ ‫إل��ى حصتهم من التوزي��ع اليومي من الخبز‬ ‫وأن جمي��ع الالجئي��ن المقيمين ف��ي حديقة‬ ‫الملك عبداهلل والس��ايبر س��يتي س��يأخذون‬ ‫قس��ائمهم الغذائية بالقيم��ة المعتادة وهي‬ ‫‪ 24‬ديناراً للشخص الواحد‪.‬‬ ‫مساهمات دولية‬ ‫والالف��ت ل��كل متابع أن هن��اك تصريحات‬ ‫كثيرة من الدول في مختلف وس��ائل اإلعالم‬ ‫ح��ول حج��م مس��اعداتها المالي��ة المقدم��ة‬ ‫لالجئين الس��وريين‪ ،‬فقد قال وزير الخارجية‬ ‫األلمان��ي “فران��ك فالت��ر ش��تاينماير” إن‬ ‫بالده س��ترفع حجم مس��اهماتها ف��ي مجال‬ ‫المس��اعدات اإلنس��انية المقدم��ة لالجئي��ن‬ ‫السوريين‪ ،‬إلى مبلغ ‪ 40‬مليون يورو‪.‬‬ ‫كما أعلنت سفيرة كندا في لبنان “هيالري‬ ‫تش��ايلز آدامز”‪ ،‬أن بالدها قدمت ‪ 750‬مليون‬ ‫دوالر أمريك��ي للدولة اللبنانية‪ ،‬مش��يرة إلى‬ ‫أن هذا المبلغ لمس��اعدة النازحين السوريين‬ ‫في البالد‪.‬‬ ‫أما الس��فير األمريك��ي في لبن��ان “ديفيد‬ ‫هيل” فقد أعلن‪ ،‬أن بالده قدمت ‪ 617‬مليون‬ ‫دوالراً م��ن أج��ل تأمي��ن حاج��ات الالجئي��ن‬ ‫السوريين في لبنان‪.‬‬ ‫وكانت “اإلغاثة الس��عودية” فقد خصصت‬ ‫‪ 44‬مليون ريال سعودي للمساعدات الشتوية‬ ‫لالجئين السوريين في لبنان واألردن وتركيا‪.‬‬ ‫وبلغت المعونات الس��عودية للسوريين حتى‬ ‫يولي��و‪ /‬تموز الماض��ي ‪ 448‬مليون دوالر في‬ ‫صورة برامج للمتضررين في سورية‪.‬‬ ‫بينما أعلن��ت “قطر الخيرية” أنها خصصت‬ ‫‪ 36.5‬مليون ريال ما يساوي ‪ 10‬مليون دوالر‬ ‫لالجئين الس��وريين في لبن��ان وعلى الحدود‬ ‫التركية لمواجهة العاصفة الثلجية األخيرة‪.‬‬ ‫وقدم��ت قط��ر مس��اعدات مالي��ة ضخم��ة‬ ‫للس��وريين منها ‪ 100‬مليون دوالر في العام‬ ‫‪ ،2013‬كدفعة أولى فقط‪.‬‬ ‫أم��ا اإلم��ارات العربي��ة المتح��دة فق��د بلغ‬ ‫إجمال��ي التبرعات لليوم الس��ادس من حملة‬ ‫“تراحموا”‪ ،‬التي أطلقها صاحب السمو الشيخ‬ ‫خليف��ة بن زاي��د آل نهي��ان‪ ،‬رئي��س الدولة‪،‬‬ ‫لمس��اعدة المتضررين من العاصفة الثلجية‬ ‫التي تضرب بالد الشام‪ ١٩٥ ،‬مليون درهم‪،‬‬ ‫بحسب وسائل إعالمية إماراتية‪.‬‬ ‫وواص��ل الهالل األحم��ر اإلمارات��ي توزيع‬ ‫معوناته للمتضررين الس��وريين في األردن‬

‫والمخيم��ات العش��وائية ضمن أرب��ع حمالت‬ ‫يوميًا‪.‬‬ ‫وف��ي اللقاء التش��اوري للجمعيات الوطنية‬ ‫في منطقة الش��رق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫الذي يس��تضيفه الهالل األحمر القطري في‬ ‫فن��دق كراون بالزا خالل الفت��رة من ‪ 12‬إلى‬ ‫‪ 14‬يناير‪/‬كان��ون الثان��ي الحالي تناول ممثل‬ ‫اله�لال األحم��ر العرب��ي الس��وري األوض��اع‬ ‫اإلنس��انية ف��ي الب�لاد‪ ،‬حي��ث وص��ل ع��دد‬ ‫النازحين داخلي ًا إلى ‪ 7.8‬مليون سوري‪ ،‬وعدد‬ ‫المتضررين إلى ‪ 12.2‬مليون‪.‬‬ ‫وف��ي المقابل فقد تم توفير المس��اعدات‬ ‫اإلغاثي��ة في ‪ 80‬بالمئة م��ن المناطق األكثر‬ ‫احتياج ًا‪ ،‬كما تضاعف حجم المساعدات ثالث‬ ‫م��رات منذ بداية ع��ام ‪ ،2013‬في ظل تمكن‬ ‫أفراد الهالل األحمر السوري من الوصول إلى‬ ‫‪ 3.5‬مليون شخص شهرياً في المتوسط‪.‬‬ ‫أين المساعدات‬ ‫بعد كل هذه األرقام التي هي جزء بسيط‬ ‫من المبالغ التي س��اهمت وتساهم بها الدول‬ ‫والمنظمات المدنية واألهلية والخيرية ألجل‬ ‫إغاثة الالجئين السوريين‪ ،‬يتساءل كل متابع‬ ‫ألح��وال الالجئين الس��وريين أين تذهب كل‬ ‫هذه األموال؟ ولم��اذا ال نكاد نرى أثرها على‬ ‫أرض الواقع؟‬ ‫ربم��ا ال نس��تطيع اإلجاب��ة ع��ن ه��ذا لكن‬ ‫الس��فير البريطاني ف��ي األردن “بيتر ميلت”‬ ‫نش��ر تغريدة قبل مدة على موقع التدوينات‬ ‫القصيرة االجتماعي “تويت��ر” قائ ً‬ ‫ال‪“ :‬إنه من‬ ‫الجنون أن ترى المساعدات المقدمة لالجئين‬ ‫الس��وريين تب��اع في أح��د الم��والت”‪ ،‬غامزاً‬ ‫باتج��اه ملف س��رقة المس��اعدات اإلنس��انية‬ ‫المقدم��ة لالجئي��ن الس��وريين ف��ي األردن‬ ‫وبيعها‪.‬‬ ‫وم��ع أن المتحدث��ة باس��م منظم��ة الغذاء‬ ‫العالم��ي دين��ا القصب��ي َ‬ ‫نفت التهم��ة قائلة‬ ‫إن “المنظم��ة تق��وم بتوزيع قس��ائم غذائية‬ ‫عل��ى الالجئين الس��وريين ف��ي األردن‪ ،‬بعد‬ ‫أن أوقف��ت التوزي��ع المباش��ر للمس��اعدات‬ ‫عل��ى الالجئين”‪ ،‬إال أن اتهام��ات كثيرة توجه‬ ‫بي��ن فت��رة وأخرى‪ ،‬ت��دور حول س��رقة هذه‬ ‫المعون��ات‪ ،‬أو عل��ى األق��ل س��وء توزيعه��ا‪،‬‬ ‫بحي��ث ال يصل منها لمس��تحقيها إال القليل‪،‬‬ ‫لتستمر معاناة الالجئين السوريين‪ ،‬وتستمر‬ ‫المناشدات للدول والمنظمات واألفراد للتبرع‬ ‫ونجدة الضعفاء‪.‬‬ ‫السورية نت‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫|‬

‫تقارير زيتون‬

‫|‬

‫بيا�ض خميمات اللجوء �سواد يف جبني الب�شرية‬ ‫�أ�سعد العبد‬ ‫س��عى النظ��ام الس��وري ف��ي حملته الشرس��ة‬ ‫إلرس��اء قواعد حكمه منفلتا م��ن كل عقال وكان‬ ‫فيما سعى فيه ضرب الحاضنة الشعبية التي انبتت‬ ‫الثوار والمجاهدين حتى إذا ما وصل القصف بكل‬ ‫أنواع��ه من قص��ف بالطيران ال��ى قصف مدفعي‬ ‫إلى صواريخ سكود حدا ال يطاق اضطر الكثير من‬ ‫األهالي إلى النزوح إلى أماكن أكثر أمانا‬ ‫تموضع مخيمات النزوح ‪:‬‬ ‫تتمرك��ز مخيمات النازحين في ثقلها األكبر إلى‬ ‫الش��مال م��ن محافظة ادل��ب بالقرب م��ن الحدود‬ ‫التركي��ة إذ إن هن��اك الكثي��ر م��ن الضوابط على‬ ‫شراهة الطيران األسدي‬ ‫وفي التفاصيل نرى أن هناك كتال من المخيمات‬ ‫العش��وائية والنظامية إلى الشمال من سرمدا في‬ ‫طريق��ك الى أطمة يصل عدده��ا الى ما يزيد عن‬ ‫‪ 64‬مخيما تحوى حوالي ‪ 68‬الف نازح معظمهم من‬ ‫ريف ادل��ب الجنوبي وخان ش��يخون وجبل الزاوية‬ ‫واريحا وريف حماة الشمالي‬ ‫يعي��ش معظمه��م الالجئي��ن في خي��م قدمت‬ ‫م��ن العديد م��ن المنظم��ات مثل ‪ unhcr‬ال س��يما‬ ‫المخيم��ات العش��وائية ‪ ,‬وق��د يتحس��ن الحال في‬ ‫بعضه��م ليعيش في بيوت مصنوع��ة من البلوك‬ ‫كمخيم الجزيرة في أطمة ‪.‬‬ ‫التعلي��م محص��ور ف��ي المس��جد ف��ي معظمه‬ ‫ويش��تمل عل��ى تعلي��م الق��ران الكري��م واللغ��ة‬ ‫العربي��ة والحس��اب ‪ ,‬فيه يجتم��ع كل التالميذ من‬ ‫الصف األول إلى الس��ادس ‪ ,‬ويعتمد في جله على‬ ‫دعم محس��نين أفراد وتقدم في��ه بعض الخدمات‬ ‫الصحية كاس��تجرار المياه له��م و ترحيل القمامة‬ ‫واحيان��ا رش المبيدات من قب��ل بعض المنظمات‬ ‫كمنظم��ة ميدي��كال‪ ،‬كما يقدم له��م وجبة يومية‬ ‫واح��دة فق��ط ف��ي النهار وم��ا يق��ارب رغيف لكل‬ ‫ش��خص ‪ ,‬والص��رف الصح��ي عبارة ع��ن حمامات‬ ‫جماعية للذكور ومثله��ا لإلناث ‪ ,‬تقدم لهم بعض‬ ‫الس��لل الغذائي��ة م��ن وح��دة تنس��يق الدع��م ‪ ,‬ال‬ ‫يوجد مس��توصفات وال خدمات صحي��ة ( لمكافحة‬ ‫االم��راض ) يعمل بعض ش��بانها فيما تيس��ر من‬ ‫أمور تحميل البضائع إلى بيع الدخان‬

‫جزءا من المخي��م تقدم فيه وجبة واحدة فقط مع‬ ‫اق��ل من رغيف لكل ش��خص في الي��وم ‪ ,‬و تقدم‬ ‫منظمة أطباء بال حدود بعض الخدمات الطبية ‪ ,‬ال‬ ‫يوجد فيه حصانة من األمراض السارية ‪,‬‬ ‫ينش��ط في��ه المحس��نون األف��راد وبع��ض‬ ‫المنظم��ات كمنظمة عط��اء والناس عن��د الضيق‬ ‫وجمعية شام شريف ‪,‬‬ ‫يعمل بعض أبنائه في وظائف مس��تحدثة من‬ ‫الجمعيات العاملة فيما يعاني األغلبية من البطالة‬ ‫وق��د التقين��ا بأبي أحم��د ( ‪51‬س��نة ) في مخيم‬ ‫أطم��ة وهو ن��ازح من ق��رى ريف ادل��ب الجنوبي ‪,‬‬ ‫وأوض��ح لن��ا أنه أكمل ‪ 11‬ش��هرا في ه��ذا المخيم‬ ‫مش��يراً إلى النقص الحاد الذي يعتور أبناء المخيم‬ ‫‪ ,‬فيم��ا يتعل��ق بأساس��يات الحياة م��ن تغذية التي‬ ‫أوضح فيها أنهم يأخ��ذون وجبة مجانية واحدة في‬ ‫النهار باالضافة إلى أقل من رغيف خبز للش��خص‬ ‫الواحد يوميا تقدمه بعض المنظمات الخيرية مثل‬ ‫منظمة ‪ ihh‬التركية وعليهم س��د النقص بشرائه‬ ‫من المناطق المجاورة‬ ‫أما التعليم فقد أوضح أن لديه خمس��ة اوالد في‬ ‫س��ن التعلي��م و قد حرم��وا من ح��ق التعليم لعدم‬ ‫وج��ود المدارس من جهة واضطراره لالعتماد على‬ ‫م��ا يجنون��ه من عملهم ف��ي تحمي��ل البضائع في‬ ‫المعبر لتأمين مصاريف الحياة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ث��م أردف قائال ان موجة الب��رد األخيرة أدت الى‬ ‫انهي��ار الكثير م��ن الخيم مم��ا اضط��ر الكثير من‬ ‫العائ�لات إلى المكوث في العراء حتى تدخل الدفاع‬ ‫المدني التركي مشكورا وأنقذ الموقف‪.‬‬ ‫وخ�لال حديثنا مع��ه بين لن��ا أن قمة الس��عادة‬ ‫المطلق��ة التي تغش��ى حناي��اه هي س��ماعه لخبر‬ ‫تق��دم وانتصار للثوار الن ذل��ك يقدمه خطوة في‬ ‫الع��ودة إل��ى أرض��ه و دي��اره التي أصبح��ت مرتعا‬ ‫للدبابات وملعبا لقنابل الغاز القاتل ثم أس��هب في‬

‫الحديث عن أيام الحراثة والحصاد ‪ ,‬اسهابا تستشف‬ ‫منه حرقة دفينة للعودة الى الوطن والتلذذ بقسوة‬ ‫ما فيه بعد أن تجرع مرارة اللجوء‪.‬‬ ‫واثناء تجولنا هالنا تعاس��ة المرافق الحيوية في‬ ‫المخيمات عموما‪ ,‬فالطين واألوحال تعيق الراجلين‬ ‫من السير أحيانا فضال عن اآلليات والسيارات‪.‬‬ ‫يفص��ل فيم��ا بي��ن األهال��ي ف��ي الخي��م وبين‬ ‫الجن��رال األبي��ض التعيس جدران م��ن القماش ال‬ ‫تتجاوز ف��ي أفضل األحوال ثالثة س��نتيمترات من‬ ‫القماش‪.‬‬ ‫ولق��د رأين��ا الكثير م��ن أبناء وبن��ات المخيم قد‬ ‫خرج��وا ال��ى أبواب خيمه��م واضعين ف��ي صفائح‬ ‫معدني��ة بع��ض األخش��اب ليش��علوها ويتجمهروا‬ ‫حولها‪ّ ,‬‬ ‫عل من لم يصبه شيئا من لظاها يستأنس‬ ‫بما تيسر من دخانها‪.‬‬ ‫أما الحالة النفس��ية ألبناء تل��ك المخيمات فإنك‬ ‫لن تب��ذل كثير جهد ف��ي رؤية الي��أس القابع على‬ ‫صدوره��م ف��ي ظل انهي��ار األمل من س��قف كان‬ ‫ف��ي الماضي ( وط��ن حر وعظيم ) إل��ى ما ال يزيد‬ ‫عن س��لة إغاثة أو التعثر بمحسن أو منظمة داعمة‬ ‫تخفف ما يعصف بهم من بؤس‬ ‫يؤس��فك جدا أن ترى ش��خصا يخش��ى أن يخرج‬ ‫حقيبة نقوده في قلب المخيم لئال يجتمع عليه من‬ ‫ال قبل له بكفايتهم‬ ‫إن ه��ذه المخيم��ات وم��ا وصلت حالة اإلنس��ان‬ ‫فيه��ا له��و لعن��ة خال��دة س��تالحق العالم بأس��ره‬ ‫لتعاقب��ه على تخاذل��ه أمامهم وتقصي��ره في حق‬ ‫تعليمه��م وكفايتهم حاجاتهم األساس��ية ‪ ,‬لتكون‬ ‫منبعا للقنابل الموقوتة التي لن نس��تطيع تنظيم‬ ‫انفجارها فهل سيس��تيقظ الضمي��ر يوما ؟ ال لكي‬ ‫ينقذهم فحس��ب بل لكي ينقد نفس��ه من تبعات‬ ‫انفجارهم و تشظيهم في هذا المجتمع ؟‬

‫لكل مخيم مدير يدير شؤونه وفي أطمة يوجد‬ ‫مخيم ضخم يصل عدد ساكنيه الى ‪ 30000‬نسمة‬ ‫وهو عبارة عن خيام تنتش��ر بين أش��جار الزيتون‬ ‫باستثناء قسم منه مبني من البلوك‪.‬‬ ‫تتولى ‪ arc‬االهتمام بالشأن التعليمي ‪ ,‬في هذا‬ ‫المخيم الضخم يوجد ‪ 5‬مدارس فقط ال تستوعب‬ ‫‪ 10‬بالمائ��ة من األطف��ال ‪ ,‬كما يوج��د فرن يخدم‬

‫‪7‬‬


‫|‬

‫حتقيق‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫امل�صالح امل�شرتكة بني داع�ش والأ�سد يف حلب‬ ‫خالد �أبو الوليد‬ ‫دارت اش��تباكات عنيف��ة ف��ي الـ��ـ‪ 28‬م��ن‬ ‫ش��هر كان��ون األول \ ديس��مبر الماضي بين‬ ‫قوات النظام ومس��لحين موالين لها من جهة‬ ‫ومقاتل��ي تنظي��م «الدولة اإلس�لامية» من‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬في محي��ط قرية الصبحية قرب‬ ‫مدين��ة الس��فيرة المحاذي��ة لمعام��ل الدفاع‬ ‫والتي تس��يطر عليهما قوات النظام السوري‬ ‫ف��ي ريف حل��ب الجنوبي الش��رقي‪ ،‬ترافقت‬ ‫االش��تباكات مع قصف متب��ادل من الطرفين‬ ‫عل��ى مناطق االش��تباكات‪ ،‬ف��ي حين قصف‬ ‫مقاتل��و التنظيم بقذائ��ف صاروخية منطقة‬ ‫س��كن الضباط في بل��دة الواحة القريبة من‬ ‫معامل الدفاع والت��ي تقطنها عائالت ضباط‬ ‫يعمل��ون ف��ي معام��ل الدف��اع بري��ف حل��ب‬ ‫الجنوبي الش��رقي دون وقوع إصابات تذكر‪،‬‬ ‫ف��ي حين تداول ناش��طون أنباء تفيد بمقتل‬ ‫ما اليقل عن الــ ‪ 35‬عنصرا من مقاتلي قوات‬ ‫الدفاع الوطني الموالي للنظام باالش��تباكات‬ ‫في محيط قرية الصبحية‪.‬‬ ‫التنظي��م أعل��ن أن ه��ذه المعرك��ة ه��ي‬ ‫للثأر للش��هداء الذين قضوا بالقصف الجوي‬ ‫من قبل الطائ��رات الحربي��ة التابعة للنظام‬ ‫الس��وري عل��ى مدينة الب��اب التي يس��يطر‬ ‫عليه��ا التنظيم بريف حلب الش��رقي‪ ،‬والذي‬ ‫راح ضحيت��ه أكثر من ‪ 60‬ش��هيدا وعش��رات‬ ‫الجرحى من المدنيين‪.‬‬ ‫ويأتي ه��ذه الهجوم من قبل التنظيم بعد‬ ‫ه��دوء من��ذ س��يطرة التنظيم عل��ى مناطق‬ ‫واس��عة بري��ف حل��ب الش��رقي والجنوب��ي‬ ‫الش��رقي بعد معاركه مع الكتائ��ب المقاتلة‬ ‫المناهضة للنظام الس��وري‪ ،‬على عكس ما‬ ‫تبدو عليه الحرب الشرس��ة التي اندلعت بين‬ ‫التنظيم وقوات النظام الس��وري في مناطق‬ ‫الرق��ة وحقل الش��اعر في حم��ص‪ ،‬ومؤخراً‬ ‫في مط��ار دير الزور العس��كري‪ ،‬حيث بقيت‬ ‫خطوط التماس الفاصلة بينهما تنعم بحالة‬ ‫من الهدوء والسالم‪.‬‬

‫وتمت��د خط��وط التم��اس الهادئ��ة تل��ك‬ ‫عل��ى مس��افة تبل��غ ‪ 75‬كيلومت��راً تمتد من‬ ‫قريتي الدرعية وخ��ان الحفيرة قرب المدينة‬ ‫الصناعية «ش��يخ نجار» بريف حلب الشمالي‬ ‫الش��رقي حت��ى بل��دة أثري��ة بري��ف حم��اة‬ ‫الشرقي‪.‬‬ ‫تل��ك الجبهة الهادئ��ة كانت الم�لاذ اآلمن‬ ‫للتنظيم حيث دفع بأعداد كبيرة من مقاتليه‬ ‫وعائالتهم إليها‪ ،‬بس��بب ع��دم وجود قصف‬ ‫يط��ال المنطق��ة من قب��ل النظام الس��وري‬ ‫م��ن جهة ومن قبل طائ��رات التحالف الدولي‬ ‫بس��بب قرب تلك المناطق من قواعد لقوات‬ ‫النظام الس��وري‪ ،‬وه��ذا ما تتجن��ب طائرات‬ ‫التحالف من االقتراب منه‪.‬‬ ‫هذا التكتي��ك الذي اتبعه التنظيم س��اعد‬ ‫بخلق مالذ آمن للتنظي��م وقياداته وكان لها‬ ‫أث��ر بالغ بتخفيف من خس��ائر التنظيم جراء‬ ‫قصف طائرات التحالف لمواقعه‪.‬‬ ‫أيض��ا اس��تفاد التنظي��م م��ن ب��رود هذه‬ ‫الجبهة الكبيرة للتفرغ لفتح جبهات أخرى مع‬ ‫النظام بدي��ر الزور وحمص وم��ع المقاتلين‬ ‫الك��رد ف��ي مدينة عي��ن العرب الت��ي يطلق‬ ‫عليه��ا الك��رد اس��م «كوبان��ي» أقصى ريف‬ ‫حلب الش��رقي‪ ،‬باإلضافة لمعاركه مع العدو‬ ‫المش��ترك بين��ه وبين ق��وات النظ��ام وهم‬ ‫الكتائب المقاتلة المناهضة للنظام السوري‬ ‫والت��ي انضمت لهم الحقاً جبهة النصرة فرع‬ ‫تنظي��م القاعدة في س��وريا‪ ،‬لذا قام كل من‬ ‫النظام والتنظيم بأشغال معارك مع الكتائب‬ ‫المقاتلة والنصرة‪.‬‬ ‫النظام س��يطر عل��ى المنطقة ه��ذه بعد‬ ‫انس��حاب الكتائ��ب المقاتل��ة والنص��رة منها‬ ‫بعد مع��ارك عنيفة مس��تغ ً‬ ‫ال االقتت��ال الذي‬ ‫حصل بين التنظيم م��ن جهة وبين الكتائب‬ ‫المقاتل��ة والنص��رة م��ن جه��ة أخ��رى‪ ،‬كما‬ ‫اس��تغل التنظي��م أيضا هج��وم النظام على‬ ‫مناط��ق س��يطرة الكتائ��ب والنص��رة ألعاده‬ ‫الس��يطرة على مناطق انس��حب منها بريف‬ ‫حل��ب الش��مالي والش��مالي الش��رقي‪ ،‬حيث‬ ‫حقق كل من النظام والتنظيم مكاس��ب عدة‬ ‫على حساب الكتائب المقاتلة والنصرة‪.‬‬ ‫وحي��ن تقدمت ق��وات النظام م��ن معامل‬ ‫الدفاع جنوب شرق حلب الى تلة تياره فاتحة‬ ‫خطوط اإلمداد لمط��ار حلب الدولي ومن ثم‬ ‫ال��ى كل م��ن النقارين وتلة الش��يخ يوس��ف‬ ‫شرق حلب ثم الس��يطرة على قريتي الشيخ‬ ‫زيات والشيخ نجار بريف حلب الشرقي‪ ،‬كان‬ ‫التنظيم يشن هجمات للسيطرة على بلدتي‬

‫‪8‬‬

‫أخترين ودابق وقرى محيطة بهما‪.‬‬ ‫وم��ن المؤك��د أن ق��وات النظام م��ا كانت‬ ‫لتنجح بالس��يطرة عل��ى المدين��ة الصناعية‬ ‫لوال سماح التنظيم لقوات النظام من المرور‬ ‫في مناطق سيطرته عندما خرجت قواته من‬ ‫تلة الطعانة مروراً بمناطق سيطرة التنظيم‬ ‫بالق��رب م��ن قري��ة م��ران وقري��ة الدرعية‬ ‫ش��رق المدينة الصناعية لتسيطرعلى قرية‬ ‫المقبلة ش��مال المدينة الصناعية وتس��يطر‬ ‫ناري ًا على مناطق واس��عة م��ن الفئة الثالثة‬ ‫للمدينة الصناعية «شيخ نجار» شمال شرق‬ ‫حل��ب‪ ،‬مما أجب��ر الكتائب المقاتل��ة والنصرة‬ ‫على االنس��حاب منه��ا لصالح ق��وات النظام‬ ‫التي بسطت سيطرتها بالكامل على المدينة‬ ‫الصناعي��ة في األول من نس��يان \ ابريل من‬ ‫العام المنصرم‪.‬‬ ‫واستغل التنظيم هجوم قوات النظام وبادر‬ ‫بالهجوم على قرية حليصة بغية الس��يطرة‬ ‫عليه��ا وعلى مدرس��ة المش��اة القريبة منها‬ ‫والتي تعد أكبر معسكرات الجبهة اإلسالمية‬ ‫ول��واء التوحي��د بريف حل��ب الش��مالي‪ ،‬الى‬ ‫أن محاوالت��ه ب��اءت بالفش��ل لكنها أش��غلت‬ ‫الكتائ��ب المقاتل��ة والنص��رة ليح��رز النظام‬ ‫تقدم�� ًا جديداً ويس��يطر عل��ى منطقة تلتي‬ ‫أكوب والبري��ج وقرية البري��ج الواقعتان في‬ ‫المدخل الش��مالي الشرقي لمدينة حلب وقد‬ ‫خس��ره الث��وار نتيج��ة انش��غالهم بالمعارك‬ ‫الجارية م��ع التنظيم وه��ذا المدخل هو أحد‬ ‫أهم طرق اإلمداد للكتائب المقاتلة والنصرة‬ ‫م��ن مناطق س��يطرتهم داخ��ل المدينة الى‬ ‫ريفها‪.‬‬ ‫أم��ا داعش فتقدمت بريف حلب الش��مالي‬ ‫الش��رقي مس��يطرة على عدة ت�لال وبلدات‬ ‫وق��رى بع��د مع��ارك م��ع الكتائ��ب المقاتلة‬ ‫والنص��رة ومنه��ا بل��دة وت��ل داب��ق وقري��ة‬ ‫وتلة أرش��اف وقرية وتلة ت��ل مالد القريبات‬ ‫م��ن مدينة م��ارع المعقل الرئيس��ي للجبهة‬ ‫اإلسالمية بريف حلب الشمالي‪.‬‬ ‫تشابهت الطرق العس��كرية بين التنظيم‬ ‫والنظ��ام حي��ث اعتم��د كل منهم��ا عل��ى‬ ‫الس��يطرة على المرتفعات والتالل للسيطرة‬ ‫الناري��ة التي تس��هل على قواتهم��ا التقدم‪،‬‬ ‫فف��ي حين ب��دأ النظ��ام هذه اإلس��تراتيجية‬ ‫ف��ي تل��ة التيارة جنوب ش��رق حل��ب الى تلة‬ ‫الشيخ يوسف ش��رق حلب ومن ثم الى تلتي‬ ‫البري��ج و آغ��وب القريب��ات من س��جن حلب‬ ‫المركزي بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة‬ ‫حل��ب‪ ،‬وصو ً‬ ‫ال الى تلة حن��درات‪ ،‬بدأ التنظيم‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫باتباع هذه إستراتيجيته بالسيطرة على تلة‬ ‫أخترين وتلة أرش��اف وتلة دابق شمال شرق‬ ‫حلب وصو ً‬ ‫ال الى ت��ل مالد القريب من مدينة‬ ‫م��ارع المعقل الرئيس��ي للجبهة اإلس�لامية‬ ‫شمال حلب‪.‬‬ ‫من جهة أخرى يبقى االتفاق بين التنظيم‬ ‫والنظ��ام ح��ول المحط��ة الحراري��ة الواقعة‬ ‫جنوب ش��رق حل��ب بنحو ‪ 30‬كيلومت��راً مثال‬ ‫على التنسيق والتعاون بينهما‪.‬‬ ‫فق��د ت��م االتف��اق عل��ى تحيي��د المحطة‬ ‫عن الص��راع بينهم��ا‪ ،‬وواف��ق التنظيم على‬ ‫االنس��حاب منه��ا إل��ى قري��ة «ب�لاط» التي‬ ‫تعتبر خط الدفاع عن المحطة‪ ،‬بينما يتواجد‬ ‫النظام في تل «عرن»‪.‬‬ ‫وق��د عقد ذل��ك االتفاق بواس��طة مبادرة‬ ‫أهلي��ة تس��مى «مبادرة أهال��ي حلب» لوقف‬ ‫العملي��ات ف��ي محي��ط المحط��ة‪ ،‬وواف��ق‬ ‫التنظي��م عل��ى تقدي��م تس��هيالت تمك��ن‬ ‫عم��ال تابعي��ن للنظ��ام من الدخ��ول وإجراء‬ ‫اإلصالحات الالزم��ة للمحطة التي تعتبر من‬ ‫أه��م محطات توليد الكهرب��اء وتغذي مدينة‬ ‫حل��ب وريفها‪ ،‬والتي توقف��ت بفعل المعارك‬ ‫بينهما أثناء سيطرة التنظيم عليها في شهر‬ ‫تشرين الثاني \ نوفمبر من عام ‪.2013‬‬ ‫كما يعد مرور ل��واء مقاتل بأكثر من ‪130‬‬ ‫عرب��ة ضمن مناطق س��يطرة ق��وات النظام‬ ‫بي��ن بلدت��ي خناصر بري��ف حل��ب الجنوبي‬ ‫الش��رقي وبل��دة أثرية بريف حماة الش��رقي‬ ‫دون أن تتع��رض له��م ق��وات النظ��ام‪ ،‬ف��ي‬ ‫أثن��اء مبايعة التنظيم مثا ً‬ ‫ال أخر على التناغم‬ ‫والتنسيق الضمني بين التنظيم والنظام‪.‬‬ ‫فه��ل ستش��هد األي��ام المقبل��ة أي تغي��ر‬ ‫بسياس��ة التنظيم بعد ه��ذه المعارك‪ ،‬ويبدأ‬ ‫بش��ن هجمات على مناطق س��يطرة النظام‬ ‫والتي تعد قليلة التحصي��ن مقارنة بالنقاط‬ ‫التابعة للكتائب والنصرة؟‬ ‫أم أنه��ا كانت مج��رد وس��يلة ضغط على‬ ‫النظام لوقف قصفه الجوي لمناطق سيطرة‬ ‫التنظي��م بري��ف حلب الش��رقي والش��مالي‬ ‫الشرقي؟‬ ‫وه��ل س��تغير أيض��ا ق��وات النظ��ام م��ن‬ ‫سياس��تها هذه وتقوم بشن هجمات للتقدم‬ ‫ش��رقاً لف��ك الحصار ع��ن قواتها ف��ي مطار‬ ‫كوي��رس والمحاص��رة من��ذ أكث��ر م��ن عام‬ ‫ونصف؟‬ ‫أم ستكتفي بقصف مواقع التنظيم بريف‬ ‫حل��ب الش��رقي والش��مالي الش��رقي‪ ،‬وصد‬ ‫أي هج��وم يش��نه التنظي��م عليه ف��ي هذه‬ ‫المناطق ومناطق أخرى من دير الزور وحماة‬ ‫وحمص؟‬ ‫وه��ل هن��اك اتفاق��ات غي��ر معلن��ة بي��ن‬ ‫التنظي��م والنظام ال يعلمه��ا إال القيادات في‬ ‫الطرفين؟‬

‫|‬

‫وجهة نظر‬

‫|‬

‫�أيهم �أكرث ا�ساءة؟‬ ‫اياد الحسن‬ ‫مَن يسيء أكثر؟‬ ‫بغ��ضّ النظر ع��ن الفارق بي��ن الثقافات‬ ‫وحريّ��ة ال��رأي والتعبير المتاح��ة في الحقل‬ ‫الثقاف��يّ فف��ي حق��ل ثقاف��ة م��ا يُع��رف‬ ‫(باالس��تبداد الش��رقيّ) ق��د ال يك��ون م��ن‬ ‫المس��موح ب��ه اإلس��اءة أليّ م��ن المعتقدات‬ ‫الدينيّة وال أليّ رمز من رموزه‪.‬‬ ‫لكنّ السؤال المطروح كيف تتج ّلى اإلساءة‬ ‫أن الرس��وم‬ ‫أليّ معتقد أو رمز إذا ما اعترفنا ّ‬ ‫الكاركاتوريّ��ة الت��ي نش��رتها الصحيف��ة‬ ‫الفرنس��يّة أو أيّ صحيفة أخ��رى قبلها هي‬ ‫إس��اءة وفق حقلن��ا الثقافيّ‪ ،‬فما هو ش��كل‬ ‫هذه اإلساءة وحجمها؟‬ ‫أن ه��ذه اإلس��اءة أوّال وأخيراً هي‬ ‫ال ش��كّ ّ‬ ‫إس��اءة ذات طابع رم��زيّ ومعنويّة من حقل‬ ‫ثقافيّ نعتبره مغايراً ومختلف ًا‪ ،‬ونس��يء ّ‬ ‫كل‬ ‫كل ساعة إلى ّ‬ ‫يوم‪ ،‬بل ّ‬ ‫كل قيمه ورموزه بما‬ ‫فيها الدينيّة‬ ‫إن ما نقدّم��ه إلس�لامنا ورموزه من‬ ‫ث��مّ ّ‬ ‫إس��اءة عمليّة ال يمكن مقارنتها بأي ش��كل‬ ‫من األش��كال بما تقدّمه إس��اءة متأتّية من‬ ‫صورة أو حتّى فلم‪.‬‬ ‫من��ذ متى ونح��ن نصرخ ونتباه��ى ونعتزّ‬ ‫وأن اهلل قد‬ ‫بأن إس�لامنا هو خات��م األدي��ان ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تكفل بحفظه‪.‬‬ ‫م��ن يثق بدين��ه ومعتقده لقناعة راس��خة‬ ‫أن الحقيقة‬ ‫بص��واب تعاليمه علي��ه أن يقتنع ّ‬ ‫ال تخدشها الصور والرسومات‪.‬‬ ‫أن ما تمّ فع ً‬ ‫ال هو‬ ‫ولنحس��م الجدل ونعتبر ّ‬ ‫ً‬ ‫إس��اءة ولكن ألي��س ما يتمّ يوميّ��ا في ديار‬ ‫االس�لام من ذبح بالس��كاكين للرج��ال بدم‬ ‫بارد‪ ،‬ب��ل وبمتعة تحت ذرائ��ع واهية مجهزة‬ ‫مس��بق ًا «مث��ل ش��بيح ومرتّ��د» هو إس��اءة‬ ‫أكبر من ّ‬ ‫كل إس��اءة‪ ،‬أولي��س إنزال امرأة في‬ ‫حفرة م��ن قب��ل معممين س��رقوا المقدّس‬ ‫وادعوا زوراً وبهتان ًا أنّهم يطبّقوا ش��رع اهلل‬ ‫وضربها على رأسها بالحجارة مع التكبير هو‬ ‫إساءة ّ‬ ‫لكل المقدّس ورموزه‪.‬‬ ‫من يسيء لإلسالم؟‬ ‫ما يسيء لإلسالم يا مسلمين أكثر من ّ‬ ‫كل‬ ‫الص��ور هم أولئك الذين يرتكبون الفظاعات‬ ‫والجرائم باس��م اإلس�لام وتراهم ينتش��ون‬ ‫وتتعال��ى أصواته��م (اهلل أكب��ر ‪ ...‬اهلل أكبر)‬ ‫وكأنّهم في عرس وثن��يّ يقدّمون قرابين‬ ‫آللهتها ما قبل ّ‬ ‫كل الديانات التوحيديّة‪.‬‬

‫أيّ إسالم هذا الذي يصدرونه للعالم وبعد‬ ‫ّ‬ ‫كل ه��ذا ال يري��دون من العالم أن ال يس��يء‬ ‫لإلسالم وبغوغائيّة جوفاء منقطعة النظير‪،‬‬ ‫إن د ّلت على شيء فهي ال ّ‬ ‫تدل إلاّ على حماقة‬ ‫بدائّية لم تتجاوز بعد أخالق القبيلة‪.‬‬ ‫أيّ تركيب��ة بش��ريّة وأيّ قي��م يقيّم بها‬ ‫هذا الذي ال تهزّ مش��اعره امرأة تتوسّ��ل أن‬ ‫ت��رى أبناءها قب��ل أن يفرغ خصاءة الش��رف‬ ‫رصاص هوس��هم في رأس��ها‪ ،‬لكنّه يصرخ‬ ‫ويتباك��ى ويتظاه��ر من أجل ص��ورة لحبيبه‬ ‫(المصطفى كما يدّعي)‬ ‫والمضحك أنّه يطال��ب بمقاطعة البضائع‬ ‫أن أوربّ��ا ممكن أن‬ ‫الغربيّ��ة وكأنّه يظ��نّ ّ‬ ‫وكأن‬ ‫تنه��ار اقتصاديّ ًا إن هو قاطع بضاعتها‬ ‫ّ‬ ‫جهله أو ش��دّة حماقته أعيته وأنسته أنّه إن‬ ‫م��ا لبيّن��ا دعوته س��نعود إلى عص��ر ما قبل‬ ‫الصناعة‪ ،‬إلى ما قبل القرون الوس��طى أيّام‬ ‫كنّ��ا نركب الحمي��ر ونتجوّل بي��ن المضارب‬ ‫والخي��ام‪ ،‬ألنّن��ا حقيق��ة ل��م نغ��ادر ثقاف��ة‬ ‫القبيلة‪.‬‬ ‫فما يرتكب م��ن قبيلتنا من بش��اعة ّ‬ ‫يظل‬ ‫ش��أن من ش��ؤوننا فيح��قّ لش��يخ قبيلتنا أن‬ ‫يذبح رجا ً‬ ‫ال ونس��ا ًء ويخطف ش��بابنا ويسيء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لدينن��ا‪ ،‬كل هذا ال يهزّ مش��اعرنا وال يتطلب‬ ‫منّا التصدّي له حتّى ولو نظريّ ًا‪.‬‬ ‫ه��ل هو الخوف يح��ول دون ذلك عمليّ ًا أم‬ ‫أنّها ثقافة القبيلة والتي تس��تنفر وتستفزّ‬ ‫عندما تكون اإلس��اءة من قبيلة أخرى أم أنّه‬ ‫نوع من النفاق والكذب على الذات قبل اآلخر‬ ‫‪ ،‬والتي أورثتنا عهوداً طويلة من االستبداد‪.‬‬ ‫فالن��زول إلى الش��ارع والص��راخ والتباكي‬ ‫والس��بّ والش��تم في ش��رق غير ذي حريّة‬ ‫ل��ن يس��معها إلاّ أنت‪ ،‬وأنت تعي ذل��ك تمام ًا‪،‬‬ ‫ولكنّها لعبة الكذب على الذات‪ ،‬فبعد هياجك‬ ‫وصراخك تعود إلى منزلك وأنت مرتاح البال‬ ‫والضمي��ر بأنّك أدّيت واجبك تجاه من أس��اء‬ ‫لحبيبك المصطفى‪.‬‬ ‫إن من يس��عى فع ً‬ ‫ال ألن يمنع اإلس��اءة إلى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫رم��وزه الدينيّ��ة علي��ه وقب��ل كل ش��يء أن‬ ‫يحت��رم معتق��دات اآلخري��ن وقيمه��م إن لم‬ ‫نق��ل رموزه��م‪ ،‬عليه أن يتوقّ��ف يوميّ ًا عن‬ ‫تهديده��م بالذب��ح والقت��ل وأخ��ذ أمواله��م‬ ‫كغنائم‪ ،‬ونس��ائهم كس��بايا‪ ،‬علي��ه أن يعود‬ ‫إلى ذاته وما حوله ويبحث في أس��باب تخ ّلفه‬ ‫وكيفيّة عالجها‪ ،‬عليه أن يتوقّف عن الصراخ‬ ‫بأنّ��ه أفض��ل العالمين‪ ،‬بل يعم��ل فع ً‬ ‫ال ألن‬ ‫يدخل عصر الحضارة بما يليق به كبشر‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫|‬

‫وجهة نظر‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫ال�سهلة ‪ ..‬وا�ستحالة الت�شريق‬ ‫التغريبة ّ‬ ‫عبدالرزاق الكنجو‬ ‫تتمتع س��ورية بموقع جغرافي متميّز في‬ ‫الق��ارة اآلس��يوية لكونه��ا قريبة نس��بيا من‬ ‫الجزء الشمالي للقارة األفريقية ‪ ,‬وكذلك لم‬ ‫تعد تفصلها عن دول اإلتحاد االوربي س��وى‬ ‫تركي��ا بعد انضمامه��ا العتي��د والمتوقع في‬ ‫المستقبل القريب ‪.‬‬ ‫وه��ذا الموق��ع المكان��ي س��هّل عل��ى‬ ‫السّ��وريين انتقاله��م ونزوحه��م الس��ريع‬ ‫عندم��ا داهمهم النظ��ام منذ بداي��ة الحراك‬ ‫الش��عبي ‪ ,‬والذي طالب��وا فيه بحقهم األدنى‬ ‫م��ن الحري��ة والعدال��ة وتطبي��ق القان��ون ‪,‬‬ ‫لذل��ك رأين��ا الح��دود المتهالكة اث��ر ضربات‬ ‫الثوارـ��ـ تنفتح بجمي��ع االتجاهات لتس��هيل‬ ‫اله��روب الى اقرب دول��ة مجاورة ‪ ,‬ب��دءاً من‬ ‫لبنان واألردن جنوبا ‪ ,‬أو باتجاه العراق ش��رقا‬ ‫‪ ,‬أم��ا األكثري��ة النّازحة فقد وج��دت الحدود‬ ‫التركي��ة أس��هل وأيس��ر م��ن س��واها ‪ ,‬حيث‬ ‫ت��م اس��تقبالهم وإقامة المخيّمات بس��رعة‬ ‫قياس��ية وتجهيزها بمتطلبات االيواء والغذاء‬ ‫والرعاي��ة االجتماعية ‪,‬فضال ع��ن المدارس‬ ‫والمستوصفات الميدانية ‪.‬‬ ‫أن‬ ‫لك��ن الغرابة المؤلم��ة ‪ ,‬عندم��ا وجدنا ّ‬ ‫معظ��م ال��دول العربي��ة وخاص��ة الخليجية‬ ‫منها قد تش��دّدت في قبول الس��فر اليها من‬ ‫أي ن��ازح س��وري علم�� ًا بأنها كانت تُش��عِر‬ ‫الثوار بأنها المؤيّد والداعم لقضية الش��عب‬ ‫الس��وري وحقه في حراك��ه الذي قام يطالب‬ ‫بحقوقه ‪ ,‬وهذا ما راين��اه فقط في النّدوات‬ ‫واالجتماعات ووسائل اإلعالم لألسف وكذلك‬ ‫ف��ي المواقف المعلنة من خ�لال اإلجتماعات‬ ‫الناريّ��ة لجامع��ة ال��دول العربي��ة والت��ي‬ ‫انحسرت اآلن تمام ًا ‪.‬‬ ‫ومن المريب والمؤسف في آن واحد أن نجد‬ ‫ح��دود معظ��م دول اإلتحاد االورب��ي والدول‬ ‫االس��كندينافية مفتوح��ة أو مواربة أكثر من‬ ‫كونه��ا مغلقة ‪ ,‬وتتقبل طلبات الهجرة إليها ‪,‬‬ ‫أو مابات تعرف باللجوء السياسي او االنساني‬ ‫او االجتماعي وغير ذلك ‪ ,‬مع تسهيل الدخول‬ ‫عبر المط��ارات أو الحدود البري��ة او البحرية‬ ‫‪ ,‬وه��ذا ماكان قب��ل االندفاع االخي��ر وكثافة‬ ‫الهج��رة متحملين مخاطر الس��جون والغرق‬ ‫ف��ي البح��ار كم��ا ح��دث للمئ��ات من األس��ر‬ ‫واألفراد ‪.‬‬ ‫عندما تعقدت األمور وتش��ابكت المصالح‬ ‫الدولي��ة واختلف��ت التي��ارات العالمي��ة ف��ي‬

‫‪10‬‬

‫توجهاتها ونظرتها للطريق األمثل الستيعاب‬ ‫الن��زاع الذي تح��وّل تديجي�� ًا ال��ى مواجهات‬ ‫مس��لحة بي��ن النظ��ام والفصائل الش��عبية‬ ‫والتي كانت س��لميّة في البداية قبل أن تلجأ‬ ‫الى التس��لح بدعم وتمويل خارجي مش��بوه‬ ‫ومتعدد االتجاهات السياس��ية وااليدولوجية‬ ‫منطلقة من دوافع اقليمية وطائفية لم تكن‬ ‫أصال موجودة في برام��ج الثورة قبل قيامها‬ ‫أو التخطيط لها ‪.‬‬ ‫إحت��ار المواط��ن م��ن يص��دّق وعلى من‬ ‫يعتم��د ف��ي المحاف��ل الدولي��ة أو بالمواقف‬ ‫الفعلي��ة على الواقع ‪ ,‬فعن��د متابعته االعالم‬ ‫أن ثورت��ه قوي��ة مدعوم��ة‬ ‫العرب��ي يش��عر ّ‬ ‫ويعم��ل جميع العرب بص��دق لتحقيق نصره‬ ‫ف��ي أقرب زمن م��ن خالل التغطي��ة اليومية‬ ‫لإلقتت��ال بين النظام وش��بيحته م��ن جهة ‪,‬‬ ‫وبين فصائل متعددة االتجاهات واالنتماءات‬ ‫أن معظمها‬ ‫م��ن جهة مقابل��ة ‪ ,‬وقد الحظن��ا ّ‬ ‫باتت ترفع رايات متعددة االلوان والشعارات‪,‬‬ ‫بج��وار (عل��م االس��تقالل ) وال��ذي اعتمدته‬ ‫الثورة نبراس��َا موحدا لها بع��د التوافق على‬ ‫الش��عار المبدئ��ي واح��د واحد واحد الش��عب‬ ‫السوري واحد ‪ ,‬لكننا لمسنا ان الثورة انزلقت‬ ‫قلي�لا قلي�لا وب��دأت كل جه��ة داعمة تش��د‬ ‫ال ّلح��اف الى جانبها إلحتواء الث��ورة والهيمنة‬ ‫عليها وجرّه��ا الى أماكن لم تقم الثورة من‬ ‫أجلها ‪.‬‬ ‫عن��د ذلك ب��دأ التش��ظي واالخت�لاف بين‬ ‫أعضاء االئتالف وكافة النش��طاء السياسيين‬ ‫ّ‬ ‫المنش��قين ع��ن النظ��ام‬ ‫والعس��كريين أو‬ ‫م��ن مدنيين وعس��كريين ‪ ,‬مطالبين بوقفة‬ ‫موح��دة لتصحيح األخط��اء وتحديد األهداف‬ ‫وإعالن موقف اليمكن المس��اومة علية حتى‬ ‫ألن القرار سوري‬ ‫وان تخ ّلت الدول الدّاعمة ‪ّ ,‬‬ ‫وطني ‪,‬ومستقل قبل كل شيء ‪..‬‬ ‫أن الدول التي أطلقت على‬ ‫وازاء ذلك وجدنا ّ‬ ‫نفسها « أصدقاء الشعب السوري « يتقلص‬ ‫عدده��ا وتتراجع ع��ن حماس��ها ومؤتمراتها‬ ‫االس��تعراضية في معظم االحوال ‪,‬ولم تعد‬ ‫توفي بوعودها ‪.‬‬ ‫وكذل��ك المواق��ف الهزيل��ة المتدني��ة من‬ ‫« جامع��ة ال��دول العربي��ة « وال ّلع��ب تح��ت‬ ‫الطاوالت قبل أيّ مؤتمر يكاد يخرج بقرارات‬ ‫تدين جرائم النظام ‪ ,‬كما شاهدنا في مواقف‬ ‫الجزائر واليمن والسودان وغيرها ‪...‬‬ ‫بالمقابل لم يتوقف النظام عن اس��تخدام‬ ‫أش��رس األس��لحة وقصف الم��دن بالطيران‬

‫وبالبرامي��ل المتفج��رة فض�لا ع��ن حص��ار‬ ‫المدن وتجويع الس��كان واس��تخدام األسلحة‬ ‫الكيماوي��ة المحرّم��ة غير عاب��ئ بالمواقف‬ ‫ان روس��يا والصين‬ ‫العالمي��ة المعلن��ة طالما ّ‬ ‫ق��رار يدين‬ ‫أيّ‬ ‫إلبطال‬ ‫تس��تخدمان الفيت��و‬ ‫ٍ‬ ‫النظام أو يجرّمه ‪.‬‬ ‫وقد لج��أ النظام لمداهمة بيوت النش��طاء‬ ‫والمطلوبي��ن وزجهم بالمعتق�لات وتصفية‬ ‫أع��داد هائلة م��ن الش��باب تق��در أعدادهم‬ ‫ان معظ��م الش��باب‬ ‫بمئ��ات األل��وف ‪ ,‬حت��ى ّ‬ ‫باتوا هدفا لس��حبهم الى الخدمة العسكرية‬ ‫اإللزامية أو اإلحتياطية بعد النفص الش��ديد‬ ‫في قواته إثر مقتل او انش��قاق وهروب أكثر‬ ‫من نصف عدد أفراد الجيش النظامي ‪.‬‬ ‫ان النظام يتواطؤ مع الحكومة‬ ‫كم��ا وجدنا ّ‬ ‫اللبنانية مؤخراً إلس��تحداث أنظمة وتعليمات‬ ‫تتطلب تأش��يرة ( فيزا ) لمنع تدفق الش��باب‬ ‫خارج القط��ر من كافة المناط��ق المؤيدة أو‬ ‫المعارض��ة للنظ��ام هرب��ا من م��وت محتم‬ ‫يدفعه��م الي��ه للدفاع ع��ن جي��ش متهالك‪.‬‬ ‫وكذل��ك االتفاق م��ع ليبيا واليم��ن والجزائر‬ ‫بع��دم الس��ماح للس��وري بدخ��ول اراضيهم‬ ‫فضال عن المصاعب والعراقيل التي فرضتها‬ ‫عليهم مصر ( السيسي ) من قبل ‪.‬‬ ‫لكن المواقف والتعقيدات السعودية ودول‬ ‫الخليج العربي بالنسبة لدخول أراضيهم فلم‬ ‫تتغير ول��م تقدم المس��اعدة الالزمة للعمل‬ ‫فيها أو أي ش��كل من ال ّلجوء ‪,‬على الرغم من‬ ‫انه��ا ومن��ذ البدية كانت منف��ردة أو مجتمعة‬ ‫جزءاَ من المش��كلة السورية وتعقيدها‪ ,‬بد َ‬ ‫ال‬ ‫ممّا كانت تظهره بتقديم العون والمساعدة‬ ‫واكتف��ت بالدع��م المادي لس��د رم��ق الجياع‬ ‫النازحي��ن أو لش��راء الس�لاح ال��ذي قتل فيه‬ ‫السوريّ شقيقه السوري ‪.‬‬ ‫بع��د كل ذل��ك لم يج��د المهاجر الس��وري‬ ‫طريق��ا أقرب الى االس��تقرار والس�لامة من‬ ‫توجهه الى إح��دى الدول االوربي��ة أو ماوراء‬ ‫البحار طمعا في إكمال تعليم أو جمع ش��مل‬ ‫ٍ‬ ‫ألسرته المشتتة ‪ ,‬ولبدء حياة جديدة مختلفة‬ ‫عن واقع��ه الوطني من حيث اللغ��ة والمناخ‬ ‫والعادات ‪ ,‬يحاول اإلندماج قس��راً بمجتمعات‬ ‫غريبة وسيكون لها الفضل اإلنساني الكبير‬ ‫في لم ش��مل أسرته وفتح آفاق جديدة لحياة‬ ‫بعيدة عن وطنه قد تمتد سنينَا طويلة ‪ ..‬وقد‬ ‫اليعود ‪.‬‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫|‬

‫ر�أي‬

‫|‬

‫بخ�صو�ص ن�شر �صور كاذبة‬ ‫عبد الكريم أنيس‬ ‫تواجه الكثير م��ن العتب من أصدقاء حول‬ ‫اصرارك على التأكد من نشر الصور واألخبار‬ ‫عن الجريمة االنسانية المستمرة بحق أهلنا‬ ‫الس��وريين‪ ،‬س��واء تلك التي يكون المتسبب‬ ‫فيه��ا عواص��ف وثل��وج وأمط��ار‪ ،‬عواقبه��ا‬ ‫وم��ا يترت��ب عليه��ا باألصل واألس��اس‪ ،‬من‬ ‫صنيعة عصابة األس��د‪ ،‬أو تل��ك التي يتفرج‬ ‫عليها باق��ي المجتمع الدول��ي‪ ،‬مجتمعًا وفي‬ ‫مقدمته��م «أصدقاء الش��عب الس��وري» من‬ ‫انتهاكات وقتل وجرائم تقش��عر لها األبدان‪،‬‬ ‫وتن��ذر بإمكانية صناعة انس��ان مختلف‪ ،‬قد‬ ‫ال يك��ون هو ذات��ه الذي خرج يطل��ب الحرية‬ ‫وممارس��ة الحياة السياس��ية ب��دون ضغوط‬ ‫وبدون الزام أو اجبار‪.‬‬ ‫من��ذ بدء العاصفة الثلجي��ة على أهلنا في‬ ‫مخيم��ات النازحين‪ ،‬تناقل (اعالمي��و الثورة)‬ ‫ص��وراً لطفل��ة ف��ي ريع��ان الطفول��ة‪ ،‬يبدو‬ ‫عل��ى جثتها المزرّق��ة‪ ،‬ما يوح��ي أنها ماتت‬ ‫م��ن الب��رد‪ ،‬كم��ا كان ين��ذر الطق��س البارد‬ ‫أنه س��يفعل بأجس��اد الصغار‪ .‬طالبت حينها‬ ‫باستصدار تقرير طبي حول جثة الفتاة‪ ،‬التي‬ ‫تناقلته��ا الصفح��ات االخباري��ة واألصدقاء‪،‬‬ ‫عل��ى أنها فتاة توفيت من ش��دة البرد‪ ،‬وكان‬ ‫رأي الغالبي��ة منه��م أن الموض��وع ال يحت��اج‬ ‫إلثباتات‪ ،‬كون األوضاع القاس��ية ال تستدعي‬ ‫مثل هذا التدقيق‪.‬‬ ‫طبع ًا ولألس��ف‪ ،‬تبين أن ص��ور الفتاة (‪13‬‬ ‫س��نة) التي تب��دو مزرقّة بالب��رد‪ ،‬تعود لجثة‬ ‫فتاة نش��رت على صفح��ات االعالم على أنها‬ ‫مات��ت منتح��رة‪ ،‬في أح��د مخيمات عرس��ال‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ألس��باب مجهولة منذ ما يزيد على‬ ‫الشهرين‪.‬‬

‫عل��ى ه��ذه الص��ور واألخب��ار م��ادة دس��مة‬ ‫لخنازي��ر قناة الدنيا واإلعالم الحقير لعصابة‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫ثالث��ًا‪ :‬ال أعل��م إن كان يعل��م البع��ض أن‬ ‫م��ردود ترويج ص��ور زائف��ة يعن��ي نكوص ًا‬ ‫وتراجع��ًا ح��اداً إليجابي��ة آخري��ن‪ ،‬تغمرهم‬ ‫اإلنس��انية‪ ،‬أو العاطف��ة الديني��ة‪ ،‬فيهب��ون‬ ‫بكل ما يس��تطيعون للمس��اعدة‪ ،‬وحين يتم‬ ‫اكتش��اف األم��ر يحدث م��ا يمكن أن يس��مى‬ ‫بانته��اك تعاطفه��م‪ ،‬وتك��ون ردود أفعالهم‬ ‫التالي��ة على أم��ور حقيقي��ة‪ ،‬أق��ل تعاطفاً‪،‬‬ ‫ه��ذا إن اس��تمروا بالتعاط��ف‪ ،‬مع أش��خاص‬ ‫س��يعتبرونهم انس��انيًا فاقدين للمصداقية‪،‬‬ ‫ويمتلكون كمًا كبيراً من المبالغات والعواطف‬ ‫الفارغة‪.‬‬ ‫رابع��ًا‪ :‬هناك فئة من الناس أص ً‬ ‫ال ال ترغب‬ ‫بالتفاعل مع أي عمل انساني‪ ،‬سيما إن كانت‬ ‫تعتمد ف��ي تقييم عالقاتها مع اآلخرين على‬ ‫أمور سياسية‪ ،‬فعموماً تجد المؤيدين للنظام‬ ‫الس��وري‪ ،‬كم��ا بع��ض المعارضي��ن‪ ،‬فقدوا‬ ‫الحس بالتعاطف مع المواضيع االنس��انية اال‬ ‫من خالل قوالب سياسية‪،‬وخيارات المواطن‪،‬‬ ‫المنتوف مس��بقاً‪ ،‬والمنهك جداً حالياً‪ ،‬والذي‬ ‫ل��م يتعلم أن يكون له صوت من قبل‪ ،‬وفقد‬ ‫كثيراً من كرامت��ه أو مهنته التي كان يقتات‬ ‫عليها‪ ،‬لذلك ولكل ما سبق‪ ،‬يفضل عدم ذكر‬

‫عبارات سياسية مع الحاالت االنسانية‪.‬‬ ‫خامس�� ًا‪ :‬هن��اك م��ن ه��م يعول��ون على‬ ‫تسكين ضمائرهم بالصمت‪ ،‬حيال المشاركة‬ ‫بالدع��وات االنس��انية‪ ،‬بالق��ول أن هن��اك‬ ‫الكثير من المس��تفيدين‪ ،‬والكثي��ر من تجار‬ ‫اللع��ب بالعواطف‪ ،‬وعلين��ا أن نقرّ أن هؤالء‬ ‫موجودي��ن ويتالعبون باألزمات االنس��انية‪،‬‬ ‫عندما تخبو تجارته��م‪ ،‬وهكذا يكون الخائب‬ ‫في تس��كين ضميره محتاجاً وبش��دة ألمثال‬ ‫ه��ؤالء ك��ي يعط��ي لنفس��ه المب��رر بعدم‬ ‫المباالة بما يحدث في أرض الواقع القاس��ي‪.‬‬ ‫فكن حذراً من الترويج ألمر ال تعرف ابعاده‪.‬‬ ‫سادس�� ًا لعن��ة اهلل عل��ى عصاب��ة النظام‬ ‫المج��رم وعلى تج��ار الحروب عل��ى كل من‬ ‫ال يتعاط��ف م��ع القضي��ة الس��ورية وباق��ي‬ ‫القضاي��ا االنس��انية ب��دون ح��دود عرقية أو‬ ‫دينية أو سياسية‪.‬‬ ‫سابع ًا أناش��د كل من يستطيع التوثيق أن‬ ‫يس��اعد بايصال الصور الحقيقي��ة للجرائم‬ ‫التي تحدث وتس��تمر بالحدوث‪ .‬وال يس��عني‬ ‫ف��ي ختام هذه الكلمات وبع��د قراءة وتوثيق‬ ‫أكثر من ‪ 16‬ضحية من ش��هداء النزوح جراء‬ ‫البرد الش��ديد‪ ،‬إال أن أحمل نفس��ي جزءاً من‬ ‫مس��ؤولية تش��ريدهم واحتياجهم‪ ،‬إن كنت‬ ‫أستطيع تقديم أي عون وبات ضميري يسكن‬ ‫جليد الالمباالة وقسوة تخدير االحساس‪.‬‬

‫لكن الوقوع ف��ي مثل هذا الخطأ المتكرر‪،‬‬ ‫بش��كل غير معقول‪ ،‬يدفعنا لقراءة ما يجري‬ ‫عبر ما يلي من نقاط‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬قطع��اً ال يمكن ألحد إن��كار أن هناك‬ ‫الكثي��ر م��ن أهلن��ا الك��رام الذي��ن ألزمتهم‬ ‫ظ��روف النزوح للجلوس في ه��ذه المخيمات‬ ‫بشكل اجباري وضمن ظروف مناخية قاسية‬ ‫جداً‪ ،‬وأن هن��اك كثير من الضحايا جراء هذه‬ ‫األوضاع القاسية‪ ،‬نتحمل جميعنا مسؤوليته‬ ‫بطريقة أو بأخرى‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬ال أدري كم من المرات علينا أن نؤكد‬ ‫أن هناك اختراق��ات مجانية تتم عبر عصابة‬ ‫األسد‪ ،‬أسباب تقبلنا لها‪ ،‬عاطفية وانفعالية‪،‬‬ ‫ببعض األحيان‪ ،‬وس��اذجة غبية في كثير من‬ ‫األحيان‪ ،‬عبر تمرير بع��ض الصور واألخبار‪،‬‬ ‫ليتناقلها العامة وم��ن ثم تكون ردات الفعل‬

‫‪11‬‬


‫|‬

‫ترجمة‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫كيف نكل النظام ال�سوري باملتظاهرين ال�سلميي؟‬ ‫هيومن رايتس ووتش‬ ‫قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن قوات‬ ‫األمن والمخابرات الس��ورية قامت باالحتجاز‬ ‫التعس��في لمئ��ات المتظاهري��ن ف��ي ش��تى‬ ‫أنحاء س��وريا‪ ،‬وعرضتهم للتعذيب والمعاملة‬ ‫الس��يئة‪ ،‬من��ذ ب��دء التظاه��رات المعارض��ة‬ ‫للحكوم��ة ف��ي أواس��ط م��ارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬ ‫وقال��ت هيوم��ن رايت��س ووت��ش إن أجه��زة‬ ‫األمن واالس��تخبارات‪ ،‬التي يُش��ار إليها عادة‬ ‫باس��م المخابرات‪ ،‬اعتقلت محامين ونشطاء‬ ‫وصحفيين أيدوا المظاهرات أو دعموها‪.‬‬ ‫وقال��ت هيوم��ن رايت��س ووت��ش إن على‬ ‫السلطات السورية أن تكف فوراً عن استخدام‬ ‫التعذي��ب وأن تطل��ق س��راح المحتجزي��ن‬ ‫تعس��ف ًا من متظاهرين ونشطاء وصحفيين‪.‬‬ ‫وعلى حكومة الرئيس بش��ار األس��د أن تأمر‬ ‫بتحقيق��ات فوري��ة ونزيه��ة ف��ي االنتهاكات‬ ‫الجسيمة لحقوق المحتجزين وضمان تقديم‬ ‫جمي��ع المس��ؤولين ع��ن ه��ذه االنته��اكات‬ ‫للعدالة‪.‬‬ ‫وقال جو س��تورك‪ ،‬نائب المدي��ر التنفيذي‬ ‫لقس��م الشرق األوس��ط في هيومن رايتس‬ ‫ووت��ش‪« :‬ال يمك��ن الحدي��ث ع��ن إصالحات‬ ‫حقيقية في س��وريا بينما قوات األمن تنتهك‬ ‫حق��وق الن��اس ثم تفل��ت من العق��اب‪ .‬على‬ ‫الرئيس األسد أن يحكم السيطرة على قواته‬ ‫األمني��ة وأن يحمله��م مس��ؤولية االعتقاالت‬ ‫التعسفية وأعمال التعذيب»‪.‬‬ ‫قابلت هيومن رايتس ووتش ‪ 19‬ش��خصًا‬ ‫تعرض��وا لالعتقال في درعا ودمش��ق ودوما‬ ‫والت��ل وحم��ص وباني��اس‪ ،‬وكذل��ك عائالت‬ ‫لمحتجزي��ن‪ .‬م��ن أجري��ت المقاب�لات معهم‬ ‫تعرض��وا لالحتج��از‪ ،‬بينهم س��يدتين وثالثة‬ ‫في سن المراهقة‪ ،‬تتراوح أعمارهم بين ‪16‬‬ ‫و‪ 17‬عام ًا‪ .‬كما جمعت هيومن رايتس ووتش‬ ‫معلومات من نش��طاء س��وريين عن عشرات‬ ‫األف��راد المحتجزي��ن ف��ي درع��ا وباني��اس‬ ‫وراجعت مقاط��ع فيديو لبع��ض المحتجزين‬ ‫الذي��ن أف��رج عنهم ف��ي درع��ا‪ ،‬وتظهر على‬ ‫أجس��امهم آث��ار تعذيب‪ .‬من تم��ت مقابلتهم‬ ‫تم احتجازهم في مختل��ف فروع المخابرات‪،‬‬ ‫ومنها أم��ن الدولة واألمن السياس��ي واألمن‬ ‫العسكري‪.‬‬ ‫جميع المحتجزي��ن ‪ -‬عدا اثنين ‪ -‬الذين تم‬ ‫اعتقاله��م أثن��اء التظاهرات قال��وا لـ هيومن‬ ‫رايتس ووتش إن ضباط المخابرات ضربوهم‬ ‫أثناء القبض عليهم وأثناء احتجازهم‪ ،‬وأنهم‬ ‫شهدوا تعرض عش��رات المحتجزين للضرب‬ ‫وس��معوا صراخ أشخاص يتعرضون للضرب‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫باإلضافة إلى األطفال الثالثة الذين قابلتهم‬ ‫هيوم��ن رايت��س ووت��ش‪ ،‬أفاد ش��هود عيان‬ ‫رؤية أطفال محتجزي��ن ويتعرضون للضرب‬ ‫في المنشآت التي تم احتجازهم فيها‪.‬‬ ‫قال الكثير منهم لـ هيومن رايتس ووتش‬ ‫إنه��م ومعه��م محتجزي��ن آخري��ن تعرضوا‬ ‫ألش��كال أخ��رى م��ن التعذيب‪ ،‬منه��ا الصعق‬ ‫بالكهرباء والضرب بالكابالت والس��ياط‪ .‬قال‬ ‫أغلبه��م إنه��م تعرضوا لالحتج��از في زنازن‬ ‫مزدحم��ة‪ ،‬وح��رم الكثي��ر منه��م م��ن النوم‬ ‫والطعام والمياه وفي بعض الحاالت اس��تمر‬ ‫ه��ذا الحرمان عدة أي��ام‪ .‬ق��ال البعض إنهم‬ ‫ت��م تغمية أعينهم وتقييد أيديهم طوال مدة‬ ‫االحتجاز‪.‬‬ ‫أغل��ب المحتجزين الذي��ن قابلتهم هيومن‬ ‫رايتس ووت��ش أفادوا إجباره��م على توقيع‬ ‫اعترافات دون السماح لهم بقراءتها‪ ،‬وكذلك‬ ‫تعه��دات بعدم المش��اركة ف��ي أي تظاهرات‬ ‫مس��تقبلية‪ .‬كم��ا اضط��ر بعضه��م لتوفي��ر‬ ‫معلومات ش��خصية تفصيلية عن أنفس��هم‬ ‫وع��ن أس��رهم‪ ،‬منه��ا عناوين أفراد األس��رة‬ ‫وأماك��ن عمله��م‪ .‬ل��م يُس��مح ألي منه��م‬ ‫باالتصال باألق��ارب أو المحامين إطالقاً أثناء‬ ‫االحتج��از‪ ،‬ول��م يتم إخب��ار أس��رهم بمكان‬ ‫احتجازهم أو مصيرهم‪.‬‬ ‫أغلبهم ت��م اإلفراج عنهم بع��د أيام قليلة‬ ‫دون نس��ب اتهام��ات إليهم‪ ،‬فيم��ا تم اإلفراج‬ ‫ع��ن آخري��ن بكفال��ة م��ع اس��تمرار توجي��ه‬ ‫ته��م إليه��م‪ .‬ع��دد المتبقين ره��ن االحتجاز‬ ‫يس��تحيل اس��تيضاحه‪ ،‬لكن هناك عدة أفراد‬ ‫قالوا لـ هيوم��ن رايتس ووتش إن بعضاً من‬ ‫أبن��اء مناطقه��م وبلداتهم قد اعتقل��وا أثناء‬ ‫االحتجاج��ات ثم لم يعودوا إلى أس��رهم‪ ،‬وال‬ ‫توجد معلومات عن مصيرهم أو أماكنهم‪.‬‬ ‫الضرب والتعذيب أثناء االحتجاز‬ ‫الكثي��ر ممن تم��ت مقابلتهم بع��د اإلفراج‬ ‫عنه��م بقليل كانت على أجس��ادهم ما زالت‬ ‫آثار كدمات عل��ى الوجوه والرؤوس‪ .‬أحدهم‪،‬‬ ‫‪ 17‬عام��ًا‪ ،‬لم يكن قادراً على الحركة بيس��ر‬ ‫ويحت��اج للمس��اعدة أثن��اء جلوس��ه ووقوفه‪.‬‬ ‫راجع��ت هيومن رايتس ووتش مقطع فيديو‬ ‫يُظه��ر تع��رض طفل آخ��ر للض��رب المبرح‬ ‫على الوجه والذراعين‪ ،‬وبحسب الفيديو فهذا‬ ‫الطفل يبلغ من العمر ‪ 12‬عامًا وهو من دوما‪،‬‬ ‫قرب دمشق‪.‬‬ ‫ق��ال متظاهر تم احتج��ازه في ‪ 25‬مارس‪/‬‬ ‫آذار بع��د أن ش��ارك ف��ي تظاهرة ف��ي التل‪،‬‬

‫بالق��رب من دمش��ق أيض��اً‪ ،‬إن ق��وات األمن‬ ‫ضربته ووضعته على متن حافلة مع خمس��ة‬ ‫أو س��تة محتجزي��ن آخرين ومض��ت بهم إلى‬ ‫دمش��ق‪ .‬قال إنه نُقل أو ً‬ ‫ال إلى فرع فلسطين‬ ‫م��ن المخابرات العس��كرية ثم إل��ى فرع أمن‬ ‫الدولة بشارع بغداد فيما بعد‪:‬‬ ‫[ف��ي أمن الدولة]‪ ،‬وضعونا صف ًا واحداً في‬ ‫رده��ة‪ ،‬لصق الجدار‪ ،‬وضربونا‪ .‬ثم جرجرونا‬ ‫إل��ى القبو‪ .‬فق��دت الوعي لوهل��ة‪ ،‬ضربوني‬ ‫بق��وة بالغ��ة على رأس��ي‪ .‬في البداي��ة أبقوا‬ ‫علينا جميعاً ‪ 17 -‬شخصاً ‪ -‬في حجرة واحدة‪،‬‬ ‫ونقلونا لالس��تجواب منها ‪ -‬كان��وا يضربونا‬ ‫بس��لك كهرب��ي ويتهمون��ا بأننا جواس��يس‬ ‫إلس��رائيل ولبنان‪ .‬كنت مغطى الرأس طوال‬ ‫الوقت‪.‬‬ ‫متظاه��ر آخر ت��م اعتقاله ف��ي التظاهرة‬ ‫نفس��ها ق��ال لـ هيوم��ن رايت��س ووتش إنه‬ ‫تع��رض للض��رب والتعذيب بقس��وة على يد‬ ‫ثالث وكاالت استخباراتية‪ :‬أمن الدولة واألمن‬ ‫السياس��ي وف��رع فلس��طين م��ن المخابرات‬ ‫العس��كرية‪ .‬وصف تعرضه للمعاملة السيئة‬ ‫على يد األمن السياسي‪ ،‬حيث أمضى ‪ 4‬أيام‪:‬‬ ‫أخذن��ا عمالء األمن لالس��تجواب في حجرة‬ ‫أمام الزنزانة‪ .‬كنا نسمع طوال الوقت أصوات‬ ‫الض��رب بالس��ياط والصرخ��ات المنبعثة من‬ ‫تل��ك الحج��رة‪ .‬عندم��ا نقلوني إليه��ا وضعوا‬ ‫وجهي لصق األرض‪ ،‬وبدأوا في ضربي بسلك‬ ‫كهربائي على قدمي وعلى س��اقي وظهري‪.‬‬ ‫راحوا يس��ألون‪« :‬لماذا ذهبت للتظاهرة؟ من‬ ‫دفع ل��ك؟ من أقنع��ك؟» كانوا يري��دون مني‬ ‫االعتراف بشيء‪ ،‬وال يهم ما هو‪.‬‬ ‫وص��ف متظاه��ر آخ��ر م��ن التل كي��ف أن‬ ‫الضباط من فرع فلس��طين التابع للمخابرات‬ ‫العس��كرية اس��تخدموا الكهرب��اء لتعذيب��ه‬ ‫وآخرين محتجزين معه‪:‬‬ ‫ضربون��ا في الفناء‪ ،‬ثم نقلون��ا إلى القبو‪.‬‬ ‫كانت حج��رة كبيرة‪ ،‬فيها نح��و ‪ 100‬محتجز‪،‬‬ ‫م��ن مختلف البلدات‪ .‬جردونا م��ن ثيابنا حتى‬ ‫ل��م يب��ق علين��ا إال الثي��اب التحتي��ة وصب��وا‬ ‫م��اء ب��ارداً علينا جميع��ًا‪ ،‬وضربونا بأس�لاك‬ ‫الكهرب��اء‪ ،‬وصدمونا باله��راوات المكهربة ‪-‬‬ ‫عصي اسطوانية تش��به الشعلة يضغطوها‬ ‫عل��ى أذرعن��ا وبطوننا لم��دة ‪ 3‬إل��ى ‪ 4‬ثوان‬ ‫ف��ي كل مرة‪ .‬ق��ام الجنود منخفض��ي الرتبة‬ ‫بأعمال الض��رب‪ ،‬واس��تخدم الضباط األعلى‬ ‫رتبة أجهزة الصعق بالكهرباء‪ .‬كانوا يرتدون‬ ‫الزي الرس��مي لكن دون أي ش��يء يدل على‬ ‫هوياتهم‪.‬‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬ ‫قال محام احتجزه أمن الدولة في دمشق لـ‬ ‫ٍ‬ ‫هيومن رايتس ووتش إنه ش��ارك محتجزين‬ ‫اثني��ن ف��ي زنزان��ة‪ ،‬تعرضوا فيه��ا للتعذيب‬ ‫بأجه��زة الصع��ق بالكهرب��اء‪ ،‬ومحتج��ز آخر‬ ‫تعرض للضرب على س��اقيه وقدميه بقسوة‬ ‫لدرج��ة أنه لم يع��د قادراً عل��ى الحركة‪ .‬بعد‬ ‫جلسة استجواب‪،‬‬ ‫أعاده الح��راس إلى الزنزان��ة وعلقوه من‬ ‫يدي��ه ومنعوا زمالئه ف��ي الزنزانة من منحه‬ ‫الطعام أو المياه‪ ،‬أو حتى الحديث إليه‪ .‬يتذكر‬ ‫أح��د المحتجزي��ن نزي� ً‬ ‫لا مع��ه ف��ي الزنزانة‬ ‫تعرض للضرب بقس��وة على أخمص قدميه‬ ‫لدرج��ة أن أصاب��ع قدمي��ه س��قطت‪ .‬يق��در‬ ‫شخص آخر تعرض لالحتجاز في منشآة ألمن‬ ‫الدولة في دمشق أنه سمع حوالي ‪ 30‬شخصًا‬ ‫يتعرضون للضرب ليلة الجمعة بعد أن جلبت‬ ‫قوات األمن دفعة جديدة من المتظاهرين‪.‬‬ ‫المتظاه��رون الذي��ن ت��م احتجازه��م في‬ ‫مناط��ق أخرى من س��وريا أف��ادوا بالتعرض‬ ‫لخبرات مش��ابهة‪ .‬قال رجل تعرض لالحتجاز‬ ‫أثن��اء تظاهرات ‪ 1‬أبريل‪/‬نيس��ان ل��ـ هيومن‬ ‫رايت��س ووت��ش إن مجموعة م��ن حوالي ‪10‬‬ ‫ضب��اط أمن ضربوه على رأس��ه حت��ى انهار‬ ‫ث��م جرجروه إلى حافلة م��ع نحو ‪ 12‬متظاهر‬ ‫آخ��ر‪ ،‬تعرضوا جميعًا للض��رب المبرح وكانوا‬ ‫ينزفون‪ .‬قال‪:‬‬ ‫نقلونا إل��ى أمن الدولة في دمش��ق ‪ -‬فأنا‬ ‫أع��رف المكان‪ .‬جلبوا نح��و ‪ 10‬إلى ‪ 15‬حافلة‬ ‫ممتلئ��ة بالمتظاهرين من دوم��ا إلى هناك‪.‬‬ ‫جرجرون��ي واآلخري��ن إلى القب��و‪ ،‬وضربونا‬ ‫بالعص��ي واتهمون��ا بأنن��ا إرهابيي��ن‪ .‬كم��ا‬ ‫اس��تخدموا علينا اله��راوات المكهربة ‪ -‬وهي‬ ‫عصي س��وداء وزرقاء اس��طوانية الشكل لها‬ ‫زر يطلق ش��حنات كهرباء م��ن طرفها‪ .‬كانوا‬ ‫يضغطون العصي عل��ى الجانب الخلفي من‬ ‫أعناقن��ا‪ ،‬ونتع��رض لصدم��ة تس��تمر بضع‬ ‫ثوانٍ‪ .‬وهي مؤلمة لدرجة ال توصف‪.‬‬ ‫وص��ف ش��خص يبلغ م��ن العم��ر ‪ 17‬عامًا‬ ‫ت��م احتجازه في بل��دة بانياس الس��احلية ما‬ ‫تع��رض له أثن��اء احتج��ازه لم��دة ‪ 5‬أيام في‬ ‫الفرع المحلي لألمن العسكري‪.‬‬ ‫عندما وصلنا إلى األمن العسكري وضعونا‬ ‫في زنزانة صغيرة‪ ...‬تحفظوا علينا هناك بال‬ ‫طعام من الجمعة‪ ،‬عندما تم اعتقالنا‪ ،‬وحتى‬ ‫االثني��ن‪ .‬أعطونا زجاجة م��اء صغيرة بعد أن‬ ‫رجوناه��م جميعًا ش��ربة ماء‪ .‬ق��ال الحراس‬ ‫«تشاركوا» ولم يشرب بعضنا بالمرة ألن الماء‬ ‫لم يكن كاف��يً‪ .‬اس��تجوبوني خمس مرات‪،‬‬ ‫م��رة كل يوم‪ .‬أثناء االس��تجواب‪ ،‬يضربوني‪.‬‬ ‫أعتقد أن الضرب كان بالعصي والسياط لكن‬ ‫ال أعرف‪ ،‬فلم أر ش��يئًا‪ .‬ضربوني على رأسي‬ ‫وعل��ى ظهري وعلى كتف��ي‪ .‬وضربوني أكثر‬ ‫ش��يء على وجهي‪ .‬مع كل كلمة يضربوني‪.‬‬ ‫سألوني لماذا أحاول تدمير النظام‪ ،‬وإن كنت‬

‫إرهابياً من إسرائيل‪.‬‬ ‫أفاد ش��اهدا عيان تم احتجازهما في مركز‬ ‫احتجاز ش��ارع بغداد في دمش��ق سماع امرأة‬ ‫تص��رخ وكأنه��ا تصرخ من األل��م‪ ،‬لكنهم لم‬ ‫يشاهدوها قط‪.‬‬ ‫االعترافات القسرية‬ ‫أغل��ب المحتجزين إث��ر االحتجاج��ات قالوا‬ ‫ل��ـ هيوم��ن رايت��س ووت��ش إنه��م أُجب��روا‬ ‫على توقي��ع وبصم أوراق دون الس��ماح لهم‬ ‫بقراءته��ا‪ .‬ق��ال محتج��ز في س��ن المراهقة‬ ‫م��ن دوما تم احتجازه يومي��ن في المخابرات‬ ‫ وكان مغمى العينين ولم يعرف في أي فرع‬‫أمني ‪ -‬قال لـ هيومن رايتس ووتش‪:‬‬ ‫س��ألت‪ ،‬م��ا ه��ذه الورق��ة؟ فأمس��ك أح��د‬ ‫رجال األمن برأس��ي وفتح فمي وأمس��ك آخر‬ ‫بلس��اني بش��يء يب��دو وكأن��ه كالب��ات وبدأ‬ ‫يجذبه للخارج‪ .‬عندما رفضت التوقيع أمس��ك‬ ‫أح��د المحققي��ن بمطرقة وبدأ يط��رق على‬ ‫أصاب��ع قدمي‪ .‬ف��ي الزنزان��ة ضربوني على‬ ‫وجهي بكعوب الكالشينكوف‪.‬‬ ‫ق��ال محتجز آخر‪ ،‬وهو عربي غير س��وري‪،‬‬ ‫إنه وق��ع وبصم بأصابعه عل��ى قطعة ورق‪،‬‬ ‫بع��د كل اس��تجواب‪ .‬وق��ال‪« :‬ل��م أر مطلق�� ًا‬ ‫ما ال��ذي اوق��ع عليه‪ .‬كن��ت مغم��ى العينين‪.‬‬ ‫وكنت خائفًا فل��م أجرؤ على القراءة»‪ .‬يتذكر‬ ‫محتجز من الغرب أن قوات األمن جعلته يوقع‬ ‫قطعتي ورق لكن لم يُسمح له بقراءتها‪.‬‬ ‫النشطاء والصحفيون‬ ‫كم��ا لج��أت أجه��زة األم��ن الس��ورية إل��ى‬ ‫االعتق��ال التعس��في والتعذي��ب للنش��طاء‬ ‫ُ‬ ‫والكـ��اب والصحفيي��ن الذي��ن كتب��وا ع��ن أو‬ ‫أعرب��وا ع��ن الدع��م للتظاه��رات المعارضة‬ ‫للحكومة‪ ،‬واحتجزت سبعة صحفيين سوريين‬ ‫وأجان��ب على األقل منذ ب��دء التظاهرات في‬ ‫‪ 16‬مارس‪/‬آذار‪.‬‬ ‫وصف كاتب سوري كيف «اختطفته» قوات‬ ‫األمن من ش��وارع دمش��ق بعد أن تحدث عن‬ ‫االحتجاج��ات الس��ورية ورد الحكوم��ة عليها‬ ‫في اإلعالم‪ .‬ق��ال‪« :‬رأيت ش��احنة بيضاء بال‬ ‫لوحات أرقام في الشارع‪ ،‬وعندما أصبحت إلى‬ ‫جوارها تماماً انفتح بابها الجرار وأمس��ك بي‬ ‫ثالث��ة رجال ضخام الجثة»‪ .‬ف��ي الطريق لما‬ ‫عرف بعد ذلك أنه مبن��ى أمن الدولة‪ ،‬ضربه‬ ‫آس��روه وركل��وه‪ .‬أثن��اء االس��تجواب ضربوه‬ ‫أيض��ًا‪« :‬جلبوا س��وطاً وبدأوا بض��رب كتفي‬ ‫ورجل��ي وذراعي‪ .‬راحوا يس��بوني ويتهموني‬ ‫بمختلف االتهامات»‪.‬‬ ‫ق��ال صحفي عربي غير س��وري لـ هيومن‬ ‫رايت��س ووت��ش إنه تع��رض للض��رب أثناء‬ ‫االس��تجواب‪ .‬كم��ا قبض��ت أم��ن الدولة على‬ ‫أح��د المحامي��ن الذين يمثل��ون المتظاهرين‬ ‫المحتجزي��ن ف��ي تظاهرات ‪ 16‬م��ارس‪/‬آذار‬ ‫للمطالبة باإلفراج عن النش��طاء السياسيين‪.‬‬

‫|‬

‫ترجمة‬

‫|‬

‫أمضى أس��بوع ًا في مركز احتجاز أمن الدولة‬ ‫في دمشق‪ ،‬حيث تعرض للضرب عدة مرات‪،‬‬ ‫والتهديد واإلهانات‪ .‬أمضى أغلب وقته مقيد‬ ‫اليدين مغطى الرأس‪ .‬قبل نقله إلى زنزانة‪،‬‬ ‫ت��م احتج��ازه أربعة أيام في ممر ب��ارد‪ ،‬ربما‬ ‫ألن الزن��ازن كانت ممتلئة‪ .‬ق��ال المحامي إن‬ ‫ط��وال احتجازه س��مع الض��رب والصراخ من‬ ‫المحتجزين اآلخرين‪.‬‬ ‫وق��ال جو س��تورك‪« :‬إس��كات أولئك الذين‬ ‫كتبوا ع��ن األحداث‪ ،‬ينبع من أمل الس��لطات‬ ‫الس��ورية في إخفاء قس��وتها»‪ .‬وتابع‪« :‬لكن‬ ‫ه��ذه الحمل��ة القمعي��ة عل��ى الصحفيي��ن‬ ‫والنش��طاء ل��م ت��زد عن إلق��اء الض��وء على‬ ‫سلوك السلطات اإلجرامي»‪.‬‬ ‫ظروف االحتجاز‬ ‫جميع المحتجزين السابقين الذين قابلتهم‬ ‫هيوم��ن رايت��س ووت��ش وصف��وا ظ��روف‬ ‫االحتجاز المروعة‪ ،‬والزن��ازن المزدحمة التي‬ ‫لم يتمكن المحتج��زون فيها من النوم أحيانًا‬ ‫إال بتب��ادل األدوار‪ ،‬م��ع المعاناة م��ن مختلف‬ ‫أصناف اإلهانات والس��باب‪ .‬ق��ال محتجز في‬ ‫أمن الدولة بدمش��ق إنه تش��ارك في زنزانة‬ ‫بمس��احة ‪ 30‬مت��راً مربع�� ًا م��ع ‪ 75‬ش��خصًا‬ ‫آخرين‪.‬‬ ‫قال عدة أف��راد لـ هيوم��ن رايتس ووتش‬ ‫إنه��م وضعوا ف��ي زنازن الحب��س االنفرادي‬ ‫الصغي��رة‪ ،‬بمس��احة ‪ 1‬إل��ى ‪ 1.5‬مت��ر مرب��ع‬ ‫ صغي��رة حت��ى على الرق��اد‪ .‬ق��ام الضباط‬‫أحيان�� ًا بإجبار اثني��ن أو ثالثة محتجزين على‬ ‫المش��اركة في زنزانة واح��دة من هذا النوع‪.‬‬ ‫أحد المحتجزين في دمش��ق قال إنه تش��ارك‬ ‫في زنزانة مس��احتها حوال��ي نصف متر في‬ ‫‪ 1.75‬متراً مع شخص آخر لمدة ‪ 4‬أيام‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫«عندم��ا كن��ا ننام‪ ،‬يج��ب أن ننس��ق حركاتنا‬ ‫أثناء التقلب»‪.‬‬ ‫متظاه��ر آخر تع��رض لالحتج��از في أمن‬ ‫الدول��ة بش��ارع بغ��داد في دمش��ق ق��ال إنه‬ ‫شارك في زنزانة مساحتها حوالي ثالثة أربع‬ ‫المتر في ‪ 1.8‬متراً مع رجلين آخرين‪.‬‬ ‫أمضين��ا أربعة أي��ام هناك‪ ،‬لك��ن ال نعرف‬ ‫تحدي��داً الم��دة‪ ،‬فال توج��د نواف��ذ والمصباح‬ ‫الكهربي مضاء لي ً‬ ‫ال نهاراً‪ ،‬وفقدنا اإلحس��اس‬ ‫بالزم��ن‪ ...‬ل��م نك��ن قادرين عل��ى النوم إال‬ ‫بالتبادل‪ .‬يرقد أحدنا ثم يقف االثنان اآلخران‬ ‫كي يتسع المكان‪.‬‬ ‫وقال جو س��تورك‪« :‬الرم��ي بالمتظاهرين‬ ‫الس��لميين إلى األقبي��ة والدهاليز الس��فلية‬ ‫وضربه��م وحرمانه��م من االتص��ال بالعالم‬ ‫الخارجي لن يؤدي إال التساع الهوة بين حكام‬ ‫سوريا والش��عب الس��وري»‪ .‬وتابع‪« :‬أساليب‬ ‫التعذي��ب المروعة التي تلج��أ إليها المخابرات‬ ‫الب��د أن تتح��ول إل��ى ذك��رى م��ن ذكري��ات‬ ‫الماضي»‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫|‬

‫عبدالرحمن ناصر‬ ‫ساسة بوست‬

‫زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫الهجوم على �صحيفة ت�شاريل �إيبدو‪:‬‬ ‫‪� 6‬أ�سئلة ت�شرح كل �شيء‬

‫‪ 12‬قتي�ًل�اً وعش��رة مصابين بينهم خمس��ة‬ ‫في حال��ة خطرة‪ ،‬كانت ه��ذه حصيلة الهجوم‬ ‫َّ‬ ‫المس��لح ال��ذي ق��ام به مس��لحان‪ ،‬أنب��اء عن‬ ‫كونهم ثالثة؛ على مقر صحيفة تشارلي إيبدو‬ ‫الفرنس��ية‪ ،‬واس��تطاعوا الهرب‪ .‬أث��ار الهجوم‬ ‫ردود فعل مس��تهجنة ح��ول العالم‪ ،‬ورفضته‬ ‫كل المنظمات اإلس�لامية‪ ،‬مثل األزهر واتحاد‬ ‫المنظمات اإلس�لامية في فرنس��ا‪ ،‬بينما أيدهُ‬ ‫مقاتل��و داع��ش عبر حس��اباتهم عل��ى موقع‬ ‫تويت��ر‪ .‬الهج��وم أودى بحياة رئي��س التحرير‬ ‫وأربع��ة من رس��امي الصحيفة المش��هورين‬ ‫ومحرر القوات المس��لحة‪ .‬كانت الصحيفة في‬ ‫أوقات سابقة قد نشرت رسومًا هازئة بالنبي‬ ‫محمَّد (ص) وهذا هو السبب الظاهر للهجوم‬ ‫المسلح‪ ،‬لكنَّ الصحيفة كانت قد نشرت اليوم‬ ‫رسمًا ألبي بكر البغدادي‪“ ،‬خليفة” داعش‪.‬‬ ‫فم��ا قص��ة ه��ذه الصحيف��ة ولم��اذا كان‬ ‫الهجوم؟‬ ‫‪ 1‬ف��ي البداي��ة‪ ،‬ما هي صحيفة تش��ارلي‬‫إيبدو التي تم الهجوم عليها؟‬ ‫أسس��ت الصحيف��ة ع��ام ‪ 1969‬عل��ى ي��د‬ ‫فرانس��وا كافانا تحت اس��م هارا كيري‪ ،‬لكنَّ‬ ‫صحيف��ة ه��ارا كيري األس��بوعية ل��م يكتمل‬ ‫إصدارها بعد إيقافها عام ‪ 1970‬بسب اإلساءة‬ ‫للذوق العام‪ ،‬كان سبب الحظر نشرها رسومًا‬ ‫ً‬ ‫تعليقا على وف��اة الرئيس والجنرال‬ ‫مضحكة‬ ‫الفرنس��ي ش��ارل ديغ��ول‪ .‬فأثناء ح��دث وفاة‬ ‫الرئي��س الفرنس��ي كان هن��اك ح��ادث آخ��ر‪:‬‬ ‫ح��رق كبير ف��ي ديس��كو قتل أكثر م��ن مائة‬ ‫إنسان‪ ،‬فصدرت الصحيفة بجملة على غالفها‬ ‫الرئيس��ي تس��خر من موت الرئي��س “رقص‬ ‫مأساوي‪ ،‬وحالة وفاة واحدة”‪.‬‬ ‫بعد وقفه��ا بيعت ‪ 80%‬من أس��همها بقيمة‬ ‫‪ 300‬ألف يورو‪ ،‬أنش��أ فريقه��ا صحيفة جديدة‬ ‫أس��ماها تش��ارلي إيبدو‪ .‬كان اس��م تش��ارلي‬ ‫إعادة لتصوير كارتون أمريكي يسمى تشارلي‬ ‫ب��راون‪ .‬تعث��رت الصحيف��ة خ�لال مس��يرتها‬ ‫فتوقفت عن الصدور لمدة عش��رة أعوام منذ‬ ‫العام ‪ 1981‬بسبب نقص في الموارد‪.‬‬ ‫‪ 2-‬وما هو الخط التحريري للصحيفة؟‬

‫تنتم��ي الصحيف��ة لتيم��ة معروف��ة ف��ي‬ ‫الصحاف��ة الفرنس��ية من��ذ الثورة الفرنس��ية‬ ‫(‪1789‬م) وه��و تقلي��د يجمع ما بي��ن التطرف‬ ‫اليساري مع استفزاز و”بذاءة” في المصطلحات‬ ‫ورس��وم كاريكاتورية هازئة‪ .‬تقدم الصحيفة‬ ‫رسومًا هازئة واستفزازية عن الساسة ورجال‬ ‫األعمال والمشاهير‪ ،‬واألهم رجال الدين بل و‬ ‫األنبياء والرس��ل‪ .‬كذلك تقوم بعمل تحقيقات‬ ‫صحفية ح��ول المجموع��ات الديني��ة واليمين‬ ‫المتطرف‪.‬‬ ‫“محمَّد ليس مقدسً��ا بالنس��بة ل��ي‪ .‬أنا ال‬ ‫ألوم المسلمين لعدم ضحكهم على الرسومات‬ ‫التي تنش��ر لدينا‪ .‬أنا أعي��ش بموجب القانون‬ ‫الفرنس��ي‪ .‬أن��ا ال أعي��ش بموج��ب القان��ون‬ ‫القرآني” *رئيس تحرير الصحيفة عام ‪2012‬‬ ‫أن الصحيفة تعادي دين‬ ‫ق��د يتصور القارئ َّ‬ ‫اإلسالم وحده ولكنّ الصحيفة تهزأ من جميع‬ ‫األديان‪ ،‬ورجال الدين من جميع الديانات‪ .‬فقد‬ ‫س��خرت من بابا الفاتيكان أيضًا كما س��خرت‬ ‫من الرس��ول الكريم محمَّد‪ .‬نشرت الصحيفة‬ ‫قبل ذلك رس��ومات لرجال الشرطة الفرنسية‬ ‫وهي تجرّ رقاب المهاجرين غير الفرنس��يين‬ ‫بالحب��ال‪ .‬س��تجد رس��ومات أيضً��ا لراهب��ات‬ ‫مس��يحيات يقمن بممارس��ة “العادة السرية”‪،‬‬ ‫الباب��ا يس��تخدم “الواق��ي الذك��ري” كنوع من‬ ‫السخرية‪ ،‬هذا هو خط الصحيفة التحريري‪.‬‬ ‫‪ 3‬م��ا ه��و تاري��خ الصحيفة إذن في نش��ر‬‫رسوم مسيئة للمسلمين وللنبيّ محمَّد؟‬ ‫هل تتذكر نش��ر الرس��وم المس��يئة للنبي‬ ‫محمَّ��د عل��ى أوراق الصحيف��ة الدنماركي��ة‬ ‫يوالن��دس بوس��تن؟ صحيفة تش��ارلي إيبدو‬ ‫أع��ادت نش��ر ه��ذه الرس��ومات ع��ام ‪،2006‬‬ ‫بن��ا ًء على هذه الحادثة تقدم��ت مجموعة من‬ ‫المجموع��ات اإلس�لامية ف��ي فرنس��ا بدعوى‬ ‫قضائي��ة ض��د الصحيف��ة‪ ،‬لك��نَّ المحكم��ة‬ ‫الفرنس��ية أص��درت حكمًا داعمً��ا للصحيفة‬ ‫ً‬ ‫ب��أن الرس��م الكاريكات��وري إنما‬ ‫معلل��ة ذلك َّ‬ ‫اس��تهدف اإلرهابيين وليس المسلمين‪ .‬باعت‬ ‫الصحيفة بسبب هذه الرسومات حوالي نصف‬ ‫ملي��ون نس��خة‪ ،‬الع��دد الطبيعي ال��ذي تبيعه‬ ‫الصحيفة أس��بوعيًا يت��راوح بين ‪ 55‬و‪ 75‬ألف‬ ‫نسخة فقط‪.‬‬ ‫ل��م تكن هذه ه��ي الحادثة الوحيدة لنش��ر‬ ‫رس��ومات مسيئة للمسلمين‪ .‬عام ‪ 2011‬صدر‬ ‫ع��دد خاص من الصحيفة بعنوان “الش��ريعة”‬ ‫يتضمن آنذاك رسومًا مس��يئة للنبي محمَّد‪.‬‬ ‫كان هذا بعد فوز حزب النهضة اإلسالمية في‬ ‫االنتخابات في تونس‪ .‬تم شراء كل نسخ هذا‬

‫‪14‬‬

‫العدد خالل س��اعات من نش��ره‪ .‬ولكن بمجرد‬ ‫نشره كان مقر الصحيفة المكون من طابقين‬ ‫ق��د ت��م تفجي��ره‪ ،‬وتم��ت قرصن��ة موقعه��ا‬ ‫اإللكترون��ي‪ .‬ف��ي األس��بوع الالح��ق نش��رت‬ ‫الصحيفة رس��مًا جديدًا يُظهر رسام كارتون‬ ‫ملتح أمام المكاتب المحترقة بسبب‬ ‫مع مسلم ٍ‬ ‫التفجي��ر‪ ،‬يقب�لان بعضهما مع عب��ارة “الحب‬ ‫أقوى من الكراهية”!‬ ‫‪ 4‬هل توقف األمر عند هذا الحدّ؟‬‫ال ل��م يتوقف‪ ،‬فقد أص��درت الصحيفة عام‬ ‫ً‬ ‫مؤلفا من ‪ 64‬صفحة‪ ،‬وصفت‬ ‫‪ 2013‬إص��دارًا‬ ‫ه��ذا الع��دد بأن��ه الج��زء األول م��ن سلس��لة‬ ‫لرس��وم كاريكاتوري��ة صادمة‪ ،‬تُص��وِّر حياة‬ ‫نبي اإلسالم‪ ،‬محمَّد‪ .‬رئيس التحرير ستيفان‬ ‫ش��اربونييه علق على هذا العدد قائلاً ‪ :‬إذا أراد‬ ‫الناس الش��عور بالصدمة فإنهم سيش��عرون‬ ‫بالصدم��ة عن��د تصف��ح ه��ذا اإلص��دار م��ن‬ ‫الصحيفة‪.‬‬ ‫وُضع ش��ارب على قوائ��م المطلوبين لدى‬ ‫تنظيم القاع��دة‪ ،‬منذ الع��ام ‪ ،2013‬وقد قتل‬ ‫في الهجوم اليوم األربعاء‪ .‬وكان شارب يرأس‬ ‫تحرير الصحيفة منذ العام ‪.2009‬‬ ‫أش��ادت الصحيف��ة بكت��اب ينتقد اإلس�لام‬ ‫للكاتبة اإليطالية أوريانا فاالتش��ي المشهورة‬ ‫بعداوتها لإلس�لام‪ ،‬اعتب��رت الصحيفة الكتاب‬ ‫ش��جاعة فكري��ة‪ .‬تص��ف بع��ض المفكري��ن‬ ‫ً‬ ‫وصف��ا س��يئًا‪ ،‬كوصفه��ا للمفكر‬ ‫المس��لمين‬ ‫السويس��ري من أصل مص��ري طارق رمضان‬ ‫برج��ل البروباغان��دا اإلس�لامية‪ ،‬وتصف��ه‬ ‫بمع��اداة الس��امية أيضً��ا‪ .‬ف��ي س��ياق آخ��ر‬ ‫كان عن��وان الع��دد األخي��ر الص��ادر اليوم من‬ ‫الصحيفة “توقعات المنجم ويلبيك‪ :‬في العام‬ ‫‪ 2015‬أفقد أس��ناني‪ ..‬وفي ‪ 2022‬أصوم شهر‬ ‫رمضان!” يأت��ي هذا العدد تزامنً��ا مع صدور‬ ‫رواية مثيرة للجدل بعنوان “الخضوع” للكاتب‬ ‫الفرنسي ميش��يل ويلبيك‪ ،‬تدور الرواية حول‬ ‫“أسلمة” المجتمع الفرنسي‪.‬‬ ‫تعليق المفكر ط��ارق رمضان على الهجوم‬ ‫المسلح‬ ‫ت��دور الرواية ح��ول أحداث مس��تقبلية في‬ ‫العام ‪ 2022‬حيث المجتمع الفرنس��ي منقسم‬ ‫على نفس��ه‪ ،‬يف��وز محمد بن عب��اس رئيس‬ ‫الح��زب اإلس�لامي‪ ،‬من خي��ال المؤل��ف؛ على‬ ‫زعيم��ة الجبه��ة الوطنية ف��ي ال��دورة الثانية‬ ‫لالنتخابات الرئاس��ية‪ .‬يحصل بن عباس على‬ ‫دعم أحزاب يسارية ويمينية ويكون هذا سبب‬ ‫فوزه‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫‪ 5‬تعرض��ت الصحيفة لهجوم س��ابق لكنه‬‫لم يك��ن بعنف ه��ذا الهجوم‪ ،‬لم��اذا كان هذا‬ ‫الهجوم إذن؟‬ ‫في أوقات عدي��دة مرت بالصحيفة‪ ،‬تعرض‬ ‫الصحفيون والرسامون بها لتهديدات مباشرة‪.‬‬ ‫قبل دقائق من هج��وم اليوم كانت الصحيفة‬ ‫ق��د نش��رت رس��مًا كاريكاتوريً��ا لـأب��ي بكر‬ ‫البغدادي “الخليفة” قائد الدولة اإلسالمية في‬ ‫العراق والشام “داعش”‪ .‬في سبتمبر الماضي‬ ‫نش��رت الصحيف��ة رس��مًا كاريكاتوريًا يمثل‬ ‫أحد أعضاء داعش يقت��ل رجلاً بجلباب أبيض‬ ‫ولحية بيضاء‪ ،‬وبينما يقول القاتل للمقتول يا‬ ‫كافر‪ ،‬يردّ عليه المقتول “أنا الرس��ول محمَّد”‬ ‫في انتقاد الذع لداعش‪.‬‬ ‫“انتقمنا للرسول‪ ،‬اهلل أكبر” كانت هذه هي‬ ‫العب��ارات التي ردده��ا القاتالن أثن��اء الهجوم‬ ‫على مق��ر الصحيف��ة اليوم‪ .‬كان��ت هذه هي‬ ‫نفس الش��عارات التي كتبه��ا بعض المنتمين‬ ‫لداعش على حس��اباتهم على موقع التواصل‬ ‫تويت��ر‪ .‬البع��ض منه��م أك��د أنهم قتل��وا من‬ ‫أس��اؤوا للرسول محمَّد‪ ،‬بينما ال يوجد أي بيان‬ ‫رسمي يؤكد حقيقة قيام داعش بهذا الهجوم‪.‬‬ ‫عدم نشر الصحيفة ألية رسوم مسيئة للنبي‬ ‫خالل الفترة الماضية ونشرها رسومًا مسيئة‬ ‫ألبي بك��ر البغدادي يضع المزيد من االلتباس‬ ‫حول أسباب ودوافع الهجوم ومنفذيه‪.‬‬ ‫‪ 6‬م��ا هي أوضاع المس��لمين في فرنس��ا؟‬‫وه��ل س��تؤثر العملي��ة عل��ى أوضاعه��م في‬ ‫فرنسا؟‬ ‫يُعتب��ر اإلس�لام الدين الثاني في فرنس��ا‪،‬‬ ‫ويص��ل عدد المس��لمين في فرنس��ا ‪،‬حس��ب‬ ‫إحصاءات غير رس��مية؛ إلى ‪ 5‬ماليين مسلم‪،‬‬ ‫لكنَّ تقديرات أخرى تحصيهم كأربعة ماليين‬ ‫فق��ط‪ .‬وض��ع المس��لمين ف��ي فرنس��ا مقلق‬ ‫على المس��توى المس��تقبلي‪ ،‬وغير ثابت‪ .‬هذا‬ ‫م��ا يؤك��ده الجميع‪ .‬اليس��ار في فرنس��ا الذي‬ ‫ينتم��ي إليه الرئيس فرانس��وا أوالند‪ ،‬ال يتخذ‬ ‫مواق��ف عدائي��ة من المس��لمين في فرنس��ا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫موقفا‬ ‫بينما يتخذ اليمين المتطرف في فرنسا‬ ‫عدائيً��ا ضد المس��لمين ويطال��ب بترحيلهم‪.‬‬ ‫أن‬ ‫مراسل قناة الجزيرة في باريس قال اليوم َّ‬ ‫المس��لمين سيواجهون أيامًا صعبة جدًا إذا ما‬ ‫دخل اليمي��ن المتطرف على الخط بعد تفجير‬ ‫الي��وم‪ .‬خصوصًا في ظل الحديث عن خطورة‬ ‫المس��لمين على أم��ن وقيم وهوي��ة المجتمع‬ ‫الفرنسي‪.‬‬

‫“أنا تشارلي” تضامنًا مع الصحيفة”‬ ‫الكثير من الكتابات المنتشرة‪ ،‬وذات الصيت‬ ‫ف��ي فرنس��ا تتح��دث ع��ن تش��ويه المجتم��ع‬ ‫الفرنسي بس��بب أعداد المهاجرين المسلمين‬ ‫الكثي��رة جدًا‪ .‬اإلعالمي والكات��ب إريك زمُّور‬ ‫أل��ف كتابً��ا مؤخ��رًا أس��ماه “انتحار فرنس��ا”‬ ‫تح��دث فيه عن أهمية ترحيل المس��لمين من‬ ‫فرنس��ا‪ ،‬الكتاب بي��ع منه خالل أس��ابيع قليلة‬ ‫‪ 400‬أل��ف نس��خة‪ .‬كذل��ك في نفس الس��ياق‬ ‫الرواية س��ابقة الذكر “الخضوع” التي تتحدث‬ ‫عن وصول رئيس حزب إس�لامي إلى رئاس��ة‬ ‫فرنسا‪ ،‬وفرض الحجاب وإتاحة تعدد الزوجات‪،‬‬ ‫كاتب الرواية يُحس��ب عل��ى اليمين المتطرف‬ ‫ً‬ ‫س��ابقا ب��أن اإلس�لام هو أس��وأ‬ ‫وق��د ص��رح‬ ‫األديان‪ .‬لكنَّ ميش��يل ويلبي��ك مؤلف الرواية‬ ‫وأب��رز الكت��اب الفرنس��يين الحاليي��ن‪ ،‬تحدث‬ ‫مؤخرًا ع��ن قراءته للق��رآن بموضوعية وأنه‬ ‫ق��د غير موقف��ه تجاه القرآن واإلس�لام‪ ،‬فهل‬ ‫هذا صحيح بالفعل؟ وهل س��ينجو المسلمون‬ ‫م��ن األيام الصعبة التي س��تواجههم‪ ،‬حس��ب‬ ‫تصري��ح مراس��ل الجزيرة؟ أم س��يصلون إلى‬ ‫كرس��ي الرئاسة بالفعل كما يتنبأ ويلبيك في‬ ‫‪2022‬؟ المس��لمون هناك على مفترق طرق؛‬ ‫هذا هو المؤكد‪.‬‬ ‫منف��ذو الهج��وم فرنس��يون م��ن أص��ول‬ ‫جزائرية‪:‬‬ ‫اقتح��م المس��لحون قاع��ة اجتم��اع تحري��ر‬ ‫المجلة األسبوعي‪ ،‬حاملين سالح كالشينكوف‬ ‫وراجم��ات صواري��خ ف��ي الس��اعة الحادي��ة‬ ‫عش��رة وعش��رين دقيقة ليقتال أشهر رسامي‬ ‫فرنس��ا األربع��ة‪ :‬ش��ارب ـ رئي��س التحري��ر ـ‬ ‫وكاب��و وتيني��وس ولينس��كي‪ ،‬مضافً��ا إليهم‬ ‫الخبي��ر االقتص��ادي بارنار ماريس‪ .‬الرس��امة‬ ‫الكاريكاتورية كورنين راي التي تعمل بنفس‬ ‫الصحيفة صرَّحت أنها هي من فتحت البوابة‬

‫|‬

‫زيتون‬

‫|‬

‫المشفرة للمهاجمين تحت التهديد‪ .‬كذلك فقد‬ ‫أكدت أن المس��لحَين كانا يتحدثان الفرنسية‬ ‫بطالق��ة ويدعي��ان أنهم��ا تابع��ان لتنظي��م‬ ‫إن الهجوم‬ ‫القاعدة‪ .‬الرس��امة المذعورة قالت َّ‬ ‫لم يدم أكثر من خمس دقائق‪.‬‬ ‫حس��ب تصريح��ات مص��در أمني فرنس��ي‬ ‫لوكالة رويترز فقد حددت الشرطة الفرنسية‬ ‫هوية المس��لحين الثالثة ـ االثنين الذين قاما‬ ‫بالعملي��ة وزميلهما بانتظارهما ـ المس��لحون‬ ‫الثالثة‪ :‬الش��قيقين س��عيد وش��ريف كواشي‬ ‫(‪ 32‬و‪ 34‬عامًا) وش��اب آخ��ر يدعى حميد مراد‬ ‫(‪18‬عامًا) وهم فرنسين من أصول جزائرية‪.‬‬ ‫أحد الش��قيقين كان قد حكم عليه عام ‪2008‬‬ ‫بتهمة االنتم��اء إلى خلية عراقية في باريس‪،‬‬ ‫صحيف��ة “ل��و ب��وان” الفرنس��ية تفي��د ب��أن‬ ‫الشقيقين كواشي قد عادا من سوريا الصيف‬ ‫الماضي‪ .‬ما قد يدعم كونهما تابعين لتنظيم‬ ‫القاعدة كما ذكرت الرس��امة كورنين راي في‬ ‫تصريحها السابق‪ .‬هذا الموقف يدفع للتساؤل‬ ‫ح��ول وجود تنظيمات مس��لحة تس��تهدف ـ أو‬ ‫تعيش داخل ـ فرنس��ا‪ ،‬حس��ب إحص��اءات فإن‬ ‫عدد الفرنس��يون المنضم��ون لداعش يتجاوز‬ ‫األلف فرنسي!‬ ‫س��ياق آخ��ر فإن الش��رطي ال��ذي قتله‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫المس��لحون مس��لم من أص��ول عربية يدعى‬ ‫أحم��د م��راد (‪ 42‬عامًا)‪ .‬أحمد يخدم بش��رطة‬ ‫باري��س المتجولة بالدراج��ات وكان أول رجال‬ ‫األم��ن وص��ولاً لم��كان الح��ادث حي��ث أصابه‬ ‫المس��لحون برصاص��ة قبل أن يجه��زوا عليه‬ ‫برصاص��ة ف��ي رأس��ه بينم��ا هو مم��دد على‬ ‫الرصي��ف (كم��ا يظه��ر ف��ي الفيدي��و)‪ .‬ورغم‬ ‫حمله الس�لاح إال إنه لم يدافع عن نفسه بعد‬ ‫إصابته‪.‬‬ ‫ال أحد يعلم حت��ى اآلن مصير الرهينة التي‬ ‫أخذها المسلحون الثالثة وقت هروبهم!‬

‫“قي��ام مجهولي��ن بقت��ل صحفيي��ن عم��ل‬ ‫إجرامي‪ ،‬وال يمكن أن نس��ميه إال إرهابًا حتى‬ ‫لو كان صاحبه يحمل عقيدة ودينًا‪ .‬وإذا كانوا‬ ‫يري��دون أن ينتقم��وا اليوم فق��د انتقموا من‬ ‫المسلمين بأفعالهم اإلرهابية” *عمر األصفر‬ ‫رئيس اتحاد المنظمات اإلسالمية في فرنسا‪.‬‬ ‫“مظاهرات في فرنسا ضد الهجوم المسلح‬ ‫الي��وم‪ ،‬والمتظاهرون يحمل��ون الفتات عليها‬

‫‪15‬‬


‫|‬

‫عطر زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثالثة | العدد ‪ 17 | 97‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫حني كنت بائعا متجوال‬

‫لن أنس��ى ما حييت ليلت��ي األولى كبائ��ع متجول‪ ،‬فقد‬ ‫اخترت مقه��ى رويال كنقطة النطالق��ي‪ ،‬ألنه كان مكانا‬ ‫مألوفا بالنس��بة ل��ي وكان ينتابني األمل ف��ي أن أصادف‬ ‫ش��خصا يجعل نه��اري يب��دأ بداية جي��دة‪ ،‬وعندم��ا بدأت‬ ‫جولت��ي كان ال��رواد مازال��وا يطلب��ون العش��اء وأنا احمل‬ ‫حقيبتي الصغيرة المملوءة بعلب السكاكر‪.‬‬

‫وبغت��ة تذك��رت ذلك المش��هد المخ��زي ال��ذي افتعلته‬ ‫لتس��لية أصدقائ��ي ف��ي المقهى بال��ذات عندما س��خرت‬ ‫بش��كل مقزز من ذلك العجوز اليهودي المسكين وعندها‬ ‫أدركت على حين غرة الوضع الس��يئ الذي وجدت نفس��ي‬ ‫في��ه‪ ،‬أما اآلن فأنا هو ذلك الش��خص العاجز الذي ال حول‬ ‫له وال قوة ياله من مزاح سمج سقيم‪.‬‬

‫ألقي��ت نظ��رة س��ريعة على الم��كان لكني ل��م أر أحدا‬ ‫أعرفه ورأيت مجموعة من األشخاص منهمكين في اللهو‬ ‫والط��رب جالس��ين الى مائ��دة طويلة وق��ررت أن أعرض‬ ‫عليهم بضاعتي أوال‪.‬‬

‫يال��ه م��ن إحس��اس رائ��ع أن تك��ون أنت الجال��س الى‬ ‫الطاولة ال الواقف على قوائمك الخلفية ككلب يس��تجدي‬ ‫بضع فتات‪ ،‬وبدأت تعتريني هب��ات من الحرارة والبرودة‪،‬‬ ‫انتابني خجل ش��ديد من نفسي وفي الوقت ذاته تحسرت‬ ‫بش��دة على نفس��ي الى درجة أن��ي كنت على اس��تعداد‬ ‫لقت��ل الرجل الذي كان يس��بب لي هذا اإلزعاج‪ ،‬وش��عرت‬ ‫أني أفضل أن أزج في الس��جن وال أتحمل المزيد من الذل‬ ‫والمهانة‪ ،‬ش��عرت أنه من األفضل أن أحدث جلبة وأكس��ر‬ ‫الجمود‪.‬‬

‫لس��وء الح��ظ كان��وا ف��ي حالة ش��ديدة من االنش��راح‬ ‫والبهجة‪..‬‬ ‫س��كاكر مس��توردة ال أقل من ذلك‪ ..‬قال أحدهم هازئا‬ ‫لم��اذا ليس��ت أنواعا م��ن الحري��ر المس��تورد‪ ،‬أراد الرجل‬ ‫الجال��س بجانب��ه أن يفح��ص الس��كاكر ليتأكد م��ن أنها‬ ‫مستوردة فعال ولست محلية‪ ،‬أخذ بضع علب وراح يمررها‬ ‫عل��ى اآلخرين وق��د جعلتني رؤية النس��اء وهن يقضمن‬ ‫الطعام أظن أن كل شيء على ما يرام‪ ،‬وزعت العلب حول‬ ‫الطاول��ة ثم وصل��ت أخيرا الى الرجل ال��ذي بدا أنه راعي‬ ‫االحتف��ال‪ ،‬كان يتكل��م كثي��را ويعل��ق تعليق��ات ضاحكة‬ ‫ساخرة‪ :‬سكاكر‪ ..‬همهم محتال جديد جيد الهندام ويتكلم‬ ‫لغة انكليزية ممتازة لعله يشق طريقه في الكلية وشيء‬ ‫من هذا القبيل‪.‬‬ ‫وأخذ بضع س��كاكر م��ن العلب��ة وراح يقضمها ثم أخذ‬ ‫يمرره��ا الى الطرق األخر ولم يكف عن إطالق التعليقات‬ ‫الس��اخرة الت��ي كان��ت تجع��ل اآلخرين يتلوون من ش��دة‬ ‫الضحك‪ ،‬وكنت أقف هناك كالعصا‪ ،‬لم يس��ألني أحد حتى‬ ‫اآلن عن ثمن العلبة ولم يقل أحد أنه سيشتري شيئا منها‪،‬‬ ‫كانت أشبه بلعبة البرجيس وعندما لم يبق منهم أحد لم‬ ‫يتفحص السكاكر بتمعن‪ ،‬وبعد أن قضموا بعضها وألقوا‬ ‫النكات على حسابي‪ ،‬أخذوا يتحدثون عن أمور أخرى‪ ،‬عن‬ ‫كل ش��يء يخطر في البال ول��م يقل أحد منهم كلمة عن‬ ‫السكاكر أو عن الشاب (محسوبكم) الواقف هناك منتظرا‬ ‫أن يتكلم معه ‪،‬حد‪.‬‬ ‫وقف��ت هن��اك لفت��رة م��ن الوقت أتس��اءل ال��ى أي حد‬ ‫سيصل إليه عبث تلك األرواح المبتهجة ولم أبذل أي جهد‬ ‫لجم��ع العل��ب المبعثرة حول الطاولة ول��م أفتح فمي ولم‬ ‫أف��ه بكلمة بل وقفت هن��اك ورحت أتطلع م��ن واحد الى‬ ‫آخر نظرة تس��اؤل‪ ،‬ورويدا رويدا بدأت نظرتي تتحول الى‬ ‫نظرة س��اخطة وبدأت أشعر بموجة من الحرج تنتقل من‬ ‫واح��د الى آخر‪ ،‬أخيرا أحس الرج��ل المضيف المرح والذي‬ ‫كنت أقف بالقرب من مرفقه صامتا‪ ،‬بأن شيئا غير متوقع‬ ‫ق��د يحدث‪ ،‬فاس��تدار نص��ف اس��تدارة وتطلع إل��ي للمرة‬ ‫األول��ى ثم كم��ا ليتجاهلني قال‪ :‬ماذا أال ت��زال واقفا هنا‪،‬‬ ‫إننا ال نريد شيئا من السكاكر هيا اذهب من هنا‪.‬‬ ‫بقي��ت صامتا ولم أقل ش��يئا بل كن��ت مقطب الجبين‪،‬‬ ‫أخذت أصابعي ترتع��ش بعصبية وراودتني رغبة جامحة‬ ‫في أن أمس��ك بتالبيبه‪ ،‬كنت ما أزال غير مصدق أنه كان‬ ‫يريد أن يمازحني هذا النوع من المزاح‪ ،‬ليس أنا األمريكي‬ ‫األبي��ض الفن��ان حتى النخ��اع‪ ،‬باإلضافة ال��ى جميع تلك‬ ‫األش��ياء العظيمة األخرى التي أعزوها الى نفس��ي‪ ،‬الذي‬ ‫يقف في هذه اللحظة جرح الكبرياء‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫لحس��ن الحظ يب��دو أن الرجل قد أح��س بما يجول في‬ ‫خاط��ري إال أن��ه لم يعرف كي��ف يتجاوز دعابته الس��مجة‬ ‫س��معته يقول بصوت مرتعش ماذا في األمر‪ ،‬ثم لم أعد‬ ‫أسمع شيئا لبضع دقائق‪ ،‬ال شيء سوى صوتي‪ ،‬ماذا كنت‬ ‫أق��ول وآنا اصرخ العرف‪ ،‬ما أعرفه هو أنني كنت أتش��دق‬ ‫ب��كالم كالمجن��ون وربما كنت ل��ن أتوقف ع��ن الكالم لو‬ ‫ل��م يندفع الندل نحوي ليقذفوا بي خ��ارج المقهى‪ ،‬كانت‬ ‫أذرعه��م تطوقن��ي م��ن كل جه��ة وكانوا على وش��ك أن‬ ‫يرم��وا بي خارج��ا عندما طلب منهم الش��خص الذي كان‬ ‫يضايقني أن يتركوني وشاني‪.‬‬ ‫استوى واقفا ووضع يده على كتفي وقال‪ :‬أسف جدا لم‬ ‫أكن أتصور أني س��ببت ل��ك كل هذا األلم‪ ،‬اجلس لحظة‪،‬‬ ‫وأمس��ك زجاجة وصب منها قدحا م��ن النبيذ تورد وجهي‬ ‫وكنت م��ا أزال متجهما كان��ت يداي ترتعش��ان بقوة وبدا‬ ‫الجميع يحدقون بي وبدوا لي كأنهم كانوا يشكلون حيوانا‬ ‫ضخما واح��دا بعيون عديدة‪ ،‬وكان الناس الجالس��ون الى‬ ‫الطاوالت األخرى يحدقون في أيضا‪ ،‬أحسس��ت بيد الرجل‬ ‫الدافئة تس��ترخي فوق ي��دي‪ ،‬وراح يحثني بصوت لطيف‬ ‫كي أتناول كأس��ا من الش��راب‪ ،‬رفعت الكأس ودلقته في‬ ‫جوفي مأله ثانية ورفع كأسه الى شفتيه وقال‪ :‬بصحتك‪،‬‬ ‫وح��ذا حذوه اآلخ��رون في الحفلة ثم قال‪ :‬س��بيلبيرج ‪..‬ما‬ ‫اسمك إذا جاز لي أن أسالك؟‬ ‫قلت له اس��مي الصحيح الذي ب��دا غريبا جدا الى أذني‪،‬‬ ‫وقرعنا كأسينا‪ ،‬وفي الحال أخذوا يتكلمون جميعهم دفعة‬ ‫واحدة‪ ،‬كل منهم يحاول أن يعرب لي عن أسفه لسلوكهم‬ ‫الفج الوقح‪.‬‬ ‫أال تتن��اول قلي�لا من الدج��اج؟‪ ..‬س��ألت صبية‬ ‫ ‬‫جميل��ة تجل��س أمام��ي‪ ،‬رفعت الطب��ق وقدمت��ه لي‪ ،‬لم‬ ‫أتمكن من أن أرفض‪.‬‬ ‫استدعي النادل‬ ‫أال أحب ش��يئا أخر؟‪ ..‬قهوة بالتأكيد وربما قليال‬ ‫ ‬‫من المشروب؟ قبلت لم أكن قد فهت بكلمة بعد إال اسمي‪.‬‬ ‫ماذا يفعل هنري ميلر هنا‪.‬‬ ‫ظللت أكرر لنفسي هنري ميلر‪ ..‬هنري ميلر‬ ‫هنري ميللر‬

‫تمت طباعة وتوزيع هذا العدد من قبل مطبعة سمارت ضمن مشروع دعم اإلعالم السوري الحر‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.